عبثية الحياة هى شىء نصطدم به او يصطدم بنا كلاهما نتيجه واحدة اصطدام نهتز له ونفقد معه توازنا لفترة معينة قد تطول او تقصر بناء على قوة الاصطدام نفسة كما تستند ايضا الى قوتنا نحن وقوة تجارب الماضى ولقائتنا السابقة مع الدنيا ...عبقرية الحزن هى اسلوبنا فى مقابلة الحزن واجترار الاحزان السابقة ..هى رد فعلنا عندما نتلقى صفعة القدر ..هى تلك النظره التى تبحر فى عيوننا عندما نمارس الحزن ..هى تلك الرحلة التى نقطعها فى قطار الذكريات ونتوقف فيه عند محطات الفراق الكثيره والانكسار الكبيرة تلك المحطات التى تركت فى حياتنا علامة يصعب ان يمحوها الزمن ...تلك المحطات نمر بها كلها ونحن نمارس الحزن من جديد فى كل مره نقف فى محطة جديدة نجد انفسنا نذكر كل المحطات السابقة وكاننا نقف فيها من جديد كانما جرس الفراق الذى يدق يصفع ذاكرتنا من جديد يضع اما عيوننا كل ما فات والتى ظننا انها طويت فى اسفار النسيان ..هذا هو الشرك الذى نقع فيه فى كل مره حينما نظن ان احزاننا انتهت بمرور الزمن ..ولكن يمارس الحزن عبقريتة عندما يخرجها مرة ثانية من الاعماق ويضعها امامنا ليخبرنا ان احزاننا منقوشه فية .....(اصدق الحزن ابتسامة فى عيون دامعة) كلمة قراتها فى رحلتى واذكرها كلما بقيت تحت سحابة الكابه امارس حزنى ووجد ذكرى تبعث بابتسامة حقيقية الى عيونى وربنا وصلت هذه الابتسامة فى سعيها الى شفتى وملامحى ..فادرك حينها انه حقيقي ذلك الحزن النبيل وانه حتى فى الحزن يبقا الفرح هو صاحب الصوت الاعلى .....واسفا ارد على عبقرية صلاح جاهين بانة اخطأحينما ابلغنا فى دستورة الذى سماه الرباعيات بانها (راح تنتهى لابد راح تنتهى ..مش انتهت احزان كتير قبلها )ورغم اتفاقى مع مواد كثيره فى دستور العبقرى صلاح جاهين الا انى اختلف معه فى هذه الماده ..فالاحزان الحقيقية لا تنتهى ابدا بل تبقا محفورة على جدران القلوب ..الاحزان الحقيقية رائعة وصادقة تمنحنا الاحساس بالحياة من جديد تخبرنا اننا مازلنا بشر حقيقيين نملك مشاعر صادقة ودموعا _وان كانت عزيزة _ولكنها موجودة وصادقة هى الاخرى .....وحدها الاحزان العادية تنتهى ..تذبل وتنسى وتمر وتموت لا تترك علامة هى احزان وقتية لا اكثر عادية لدرجة اننا نمنحها شىء لا تملكة عندما نسميها احزان ....الحزن الحقيقي هو نوع من الطهر الذى يغسل ارواحنا ويقربنا الى الحياة كلما التقيناه ...الحزن الحقيقي يبدا ولا ينتهى .فقد يرتاح قليلا حتى نحتاجة او تذكرنا به الحياة فالحزن الحقيقي هو حياة كاملة لا يمكن ان تمحى وطعم الحزن الحقيقي هو الوحيد القادر على ان يجعلنا نجد طعما للسعادة حين تلاقينا ...الحزن هو حوارنا الهادىء مع الحياة ولقاؤنا الحقيقي معها..هى القصة الواقعية التى نحكيها ونستعين فيها بدموعنا وابتسامتنا فحتى الحزن له ابتسامات وهو كل المحطات التى عبرنا بها الحياة ولا نستطيع ان ننكر مرورنا بها وكل الاحباب الذين ودعونا او ودعناهم ولم يبقا لنا منهم وبعدهم سوى الحزن الجميل ينعش الذاكرة كل فترة مع كل وداع جديد ...الحزن هو فرصتنا الاخيرة لاكتشاف العبقرية ..عبقرية الحياة..وعبقرية الذاكرة..وعبقرية القدر..وعبقرية العبث.
وانت ,هل ما زلت على رايك ان الحزن احساس سيء بغيض؟