السومرية نيوز/ البصرة
أعلن مجلس محافظة البصرة، الجمعة، عن اتخاذ قرار بإنشاء سد على شط العرب قرب ميناء أبو فلوس لمعالجة أزمة ملوحة المياه، كما قرر إنشاء محطتين كبيرتين لتحلية مياه البحر بتمويل من الموازنة التكميلية الاتحادية للعام الحالي.

وقال عضو مجلس المحافظة غانم عبد الأمير المالكي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المجلس قرر إنشاء سد على شط العرب لمعالجة أزمة ملوحة المياه الناجمة عن تدفق مياه البحر القادمة من الخليج في مجرى الشط"، مبيناً أن "السد سيكون قرب ميناء أبو فلوس التجاري لأنه الموقع الأنسب"، مضيفاً أن "المجلس استبعد مقترح إقامة السد قرب مركز قضاء الفاو لأسباب متعلقة بترسيم الحدود، كما رفض الموافقة على مقترح آخر يقضي بإنشاء السد في منطقة كتيبان".

وكانت شركة إستشارية إيطالية دعت في دراسة أعدتها لصالح وزارة الموارد المائية إلى إنشاء سد على شط العرب للقضاء على ظاهرة ملوحة مياهه، واقترحت الدراسة ثلاثة مواقع للمشروع، الأول عند مدخل الشط في قضاء الفاو، والثاني قرب ميناء أبو فلوس في قضاء أبي الخصيب، والثالث في منطقة كتيبان الواقعة شمال شرق البصرة، واعتبرت الشركة أن الموقع الأخير هو الأنسب في ضوء اعتبارات سياسية واقتصادية وبيئية.

ولفت المالكي إلى أن "المجلس أوصى الحكومة المركزية بتوفير كلفة إنشاء السد بتمويل من الموازنة التكميلية الاتحادية للعام الحالي، فضلاً عن تخصيص أموال منها لنصب محطتين عملاقتين لتنقية وتحلية مياه البحر"، موضحاً أن "المحطة الأولى تقرر نصبها على ضفة شط البصرة، والثانية في منطقة سيحان المطلة على شط العرب".

ودعا المالكي مديريات المجاري والبلدية والبلديات إلى "المباشرة من الآن باتخاذ إجراءات جادة تمنع تسرب المجاري والفضلات الصناعية الى شط العرب بعد إنجاز مشروع بناء السد"، معتبراً أن "وجود السد سيؤدي الى إنعاش القطاع الزراعي، فضلاً عن اعادة إحياء الأنهار المتفرعة من شط العرب باتجاه مدينة البصرة بعد أن أصبحت مياهها آسنة".

يذكر أن محافظة البصرة تعرضت بعد عام 2007 الى شح حاد في المياه الصالحة للري بسبب ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، وهي تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) القادم من الخليج العربي في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائيةالوافدة من خلال نهري دجلة والفرات وقطع إيران لمياه نهر الكارون الذي ينبع داخل أراضيها؛ وكان يرفد شط العرب بكميات كبيرة من المياه العذبة.

وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً) وشط العرب (شرقاً) أكثر المناطق تضرراً من تلك الظاهرة، حيث جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور، وهلكت معظم بساتين الحناء، كما تسبب ارتفاع نسب التراكيز الملحية في المياه بمعاناة كبيرة للمواطنين، خاصة بعد أن أصبحت تجهز المناطق السكنية التي تقع في مركز المدينة بمياه البحر شديدة الملوحة لعدم قدرة مديرية الماء في المحافظة على تحليتها لان محطاتها تتولى تصفية وضخ المياه فقط.