+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: بكيت في حضنها وانا القوى

  1. #1
    الطائر الجريح نورا نورالدين is on a distinguished road الصورة الرمزية نورا نورالدين
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    2,298

    318 بكيت في حضنها وانا القوى

    هــــو


    بكيت في حضنها وانا القوى



    الدنيا دولاب يصعد بك أحياناً الى فوق ثم يخسف بك على حين غفلة إلى أسفل سافلين وقد رفعنى


    دولاب الدنيا إلى أعلى مراتب الثروة والرزق السريع ثم هبط بى فى ليلة واحدة الى حضيض الخسارة .


    كيف تريد منى ان أصبر وأتوازن وأقلب صفحة الماضى ؟ هلعا تعرف زوجتى أننى بعت


    الشقة التى نقضى فيها اجازتنا ؟ هل تعرف أننى تخليت عن ثلاث أرباع العاملين فى


    شركتى وأننا نعيش من مبلغ رهن بيت العائلة ؟



    الأمر الوحيد الذى هون عليّ مصيبتى أننى لم أكن الوحيد الذى أطاحت البورصة آماله ورفاهيته


    فى غمضة عين أو فى خبط عشواء كما يقولون ولكى أهرب من نوبات الندم وتقريع الذات لجات


    الى الكحول أغرق فيه قلقى أنا الذى كنت أتفادى الخمرة وابتعد عنها


    هي تتصور أن كل مافى الأمر هو خسارة الأسهم ولا تدرك أن التزاماتى المالية ومشاريعى


    المتعطلة وقروضى التى لم تُستوف ومن جانبى لم أحاول أن أشرح لها حجم الكارثة لئلا أسحبها


    معى الى دوامة القلق تاركاً إياها تواصل نمط عيشتها مع أطفالنا الذين لا أعرف كيف سأتدبر


    الأقساط الباهظة لمدارسهم الخاصة


    وأمس فعلت كما لم أفعل منذ ذلك النهار المشؤوم وتدبرت أمر الحصول على الشراب وغرقت فى


    القنينة حتى الثمالة وعدت الى زوجتى لكى أنتحب فى حضنها . من كان يصدق أن مقاولاً جباراً


    مثلى يبكى مثل النساء؟ وعلى الرغم من أننى كنت شبه غائب عن الوعى فقد أحسست بان حضنها


    تحول بقدرة قادر إلى جدار قوى يسندنى ويدرأ عثراتى وكنت وسط ذهولى أسمع صوتها


    وهى تهدهدنى مثل طفل وتهمس فى أذنى بأن الله معنا وبأنها ستبع كل مجوهراتها وستبيع السيارة


    وستتخلى عن السائق والطباخ والمربية وستقف معى إلى أن اعاود الوقوف على حيلى .


    هل هذه هى المرأة المدللة ، ابنة الحسب والنسب التى كانت أميرة فى البيت ، تأمر فتطاع
    أهى المرأة نفسها التى تتحدث عن التقشف والصبر ومواجهة الأزمة والاستعانة بالايمان ؟


    خجلت من كلام زوجتى وازدادت ضآلتى فى نظر نفسى .


    هل تزوجت بنت الناس لأشقيها معى وأحرمها من العز وأحولها إلى خادمة لى ولأولادى ؟ لم أكن أدرى كيف أرد على همساتها لكننى وجدت نفسى أتشبث بها بكل قوتى وأضمها إلى صدرى وأملأ انفى برائحة آصالتها إنها تستحق أن أنحت الصخر من أجلها




    هى


    دقت ساعة التشمير عن الساعدين


    لم أحزن لخسارة زوجى أمواله ، بقدر ماهالنى استسلامه للشراب وهو الذى كان وعدنى بألا


    يقرب الخمرة ووفى بوعده على مدى خمس عشرة سنة أنا لا أدرى من أين يأتى بها ولا اين


    يشربها لكننى آراه يعود فى اليل ليرتمى على السرير مثل قتيل لا يقوى على إلقاء تحية المساء


    وأعترف أننى لم أتوقع يوماً هذا المصير وأدركت أننى أحتاج إلى كل ذرة من رجاحة العقل ومن


    الصبر ومن التفهم والتضحية لكى أساند زوجى فى محنته ، محنتنا . لعل الوضع يعتدل وتحل رحمة السماء علينا


    كنت قد سمعت من أبى ومن أشقائى عن حجم الخسارة التى مُنى بها زوجى . أما هو فقد حاول


    التهوين من الأمر لئلا يقلقنى وكأننى طفلة لاتقرأ ولا تكتبت ولا تتابع أخبار العالم وسمعت عن


    تقلبات البورصة هل نسى أننى ابنة تاجر كبير وشقيقة تجار يتداولون فى قضايا السوق والأسهم


    والبورصات على مسمعى من نعومة أظافرى ؟


    مع هذا قد سايرته ولم أحاول أن أزيد من همومه وواصلت حياتى والابتسامة على وجهى لكى


    يعرف أن مايهمنى هو وجودى معه ومع ابنائنا قبل أى شيء آخر . لكن زوجى عاد ليلة أمس


    وبدل أن يدخل لينام مباشرة وهو يترنح فى طريقه للسرير جاء عندى واحتضننى وبكى من دون


    صوت وكنت أشم رائحة الشراب تفوح منه وأحس بدموعه على جانب رقبتى وأحس معها أنه


    يلجا إلىّ لكى يصارحنى بأن حياتنا ستتغير ورفاهيتنا ستصبح من الماضى وقبل أن يتفوه بكلمة


    فهمته وسارعت الى التخفيف عنه ومسح دموعه وقلت اننى أقدر أن أعيش معه من دون كل


    مظاهر الترف التى تحيط بنا .


    هل صدقنى أم أصابه الشك وراودته الحيرة من كلامى ؟


    ألا يعرف أنه اقترن ببنت أصول علموها أن المرأة الصالحة
    هى من تقف مع زوجها فى السراء والضراء ؟


    أنا لم أجرب الضراء من قبل واعرف أن التجربة ستكون قاسية لكنى مستعدة للمواجهةة ولدعم


    زوجى وكيف نبدا من الصفر .. هذا الصفر الذى لم أعرفه من قبل .


    ايضاً ماذا يعنى أن أستغنى عن السيارة ؟ وعن الطباخ؟ وهل المربية ستربى أولادى خيراً منى ؟


    ان لى من المدخرات والمجوهرات ومن كرم الوالدين ما يسمح لنا باخراج الرؤوس من تحت


    الماء واستنشاق نسمة صافية والسباحة ببطء الى بر الأمان . متى نصله لا اعرف

    لكننى لن أسمح لهذا الرجل بأن يبكى مرة ثانية
    التعديل الأخير تم بواسطة نورا نورالدين ; 28-12-2011 الساعة 04:08 PM

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. على شاطئ البحر .... بكيت ؟؟؟
    بواسطة اسامه ابن العراق في المنتدى منتدى الخواطر
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 06-03-2011, 09:25 PM
  2. اتدرين اني بكيت
    بواسطة قاسم الناصري في المنتدى منتدى الخواطر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-12-2009, 06:11 PM
  3. إذا بكيت من تريد ان يضمك؟؟ .،*،.،
    بواسطة زهرة الفل في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-05-2009, 06:02 PM
  4. اذا بكيت من تبي يضمك؟؟؟
    بواسطة فارس الحسناء في المنتدى حوار ونقاش
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 22-02-2009, 10:18 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك