ذكراك في قلبي وفي قلمي</B></I>
هل ارتويتَ بتعذيبي وهجراني ؟
ماذا أقول وقد مزّقتَ عنوانـي !
ألا ترى كيف هذا الوجد حيّرنـي ؟
وسار بي نحو حكاياتي وأشجاني
لم أغفو يومــا فكلّي فيك ملحمــة
وإذا غفوتُ فــأنت الحلم والجـاني
أنت الربيع إذا مــا الورد عانقنــا
وشدني في عشقه تفــاح هيمــان
بين العيون رأيت الموج يخطفني
ويسرق الدمع من عيني وينساني
بربك يا غيداء هل عز وصلنــا ؟
وهذا الغرام تخطّى كل وجدانـــي
الحب عهد ورب العرش باركه
يعمّر النــاس فيــه ركنه الحــاني
عهدت عهدي فمــا بــال ملهمتي
تضيّـع الـعمر فـي بعد وحرمــان
وأشعلَت من جفـــاها كل خــاطرة
وسيّرت فــي بحرهــا كل سفّــان
ونـــاشدت كل نجم كان يصحبنــا
حتى غدا الليل للعشــاق بستـــان
قالــوا بكيت َ من الغرام فقلت لا ..
بكـى الغرام على الشجـى فبكـاني
قالوا : غرقت َ ولم تعد سفانها
فقلت : بحــري غُرة المرجـــان
مضى الشباب وكنت فيه هائمــا
بسحـــابة الأشــواق كالبركـــان
والليــل من حولــي ألوذ بعشّـــه
وأسكــر الأفكــار من حرمــــــان
وأجمــع آهــات الــفراق أبثهــــا
عتبــا وويلــي إن نسيت هوانــي
لــم أدري أني بــالسراب معلّقــا
حتــى كتبـت لـواعجي وبــيانـي
فتـــارة اشكــو وأخــرى أنثنـــي
وتــــارة أرســـو مــع الـــخذلان
وهكذا لــعب الــكذوب بمهجتــي
وبــالغت فــي ذكـره الأحـــــزان
تلك الــلآليء لــم تعــد برّاقــــــة
ولــم يعد خليلــي صادق الوجدان
ولـــــم تعد تلك الــنجوم قوافيـــا
والــقلب أضنته الوعود عوانــــي
تلك الـعيون قـد سقتني سحرهـــا
وبــارزت بسيوفهــــا الفرســــان
خمسيـن مـن الأعوام تصحبنــــي
بهــا اكتويــت ومــا زلت بأحزاني
لا .. لــن يعــود الــعمر ثانيــــــة
وإن وضعــوا للــمظلوم ميــــزان
جــاء الـخريف فلـم يبقى بـه أمل
وضــارب السوط وقّــادا بـعدوان
يا زارع الورد دعه كي يموت أسى
لا تغرق الماء في أعماق وديــاني
دعه يموت فـإن الموت يسعدنــي
لو كان بالموت أصحابي وخلانـي
دع الـعيون .. لا تسعى بموقدهــا
فكم غزت .. صناديدا وشجعــان
فكم أراقت بأماقي العيون مدامعها
وكم من وفيّ جاء يبكيني وينعاني
هيا بنا يـا قلب فلم تعجز بنـا قدم
لــنبذر الأرض رمانـــا وريحـــان
دع الـطيور على الأشجار تشجينـا
وخلّ الــخراب للغربــان مـــــيدان
فإن شدوت ُ وإن عادت سأحرقهـا
وقد امتطت في هواك اليوم شيطاني
يـا زارع الورد هل غنّيت ألحاني ؟
وهل سقيت شجيراتي وريحــاني ؟
ذاب الـفؤاد فلـم يبقــى بــه نبض
وزارع الـحب يحيى بين أركــاني
تلك البُنيّـة مــا كـــانت لتُغرقنـــي
بـالحب لولا حبيس الصدر أرداني
مرّت علــى دربي كالجلاد قـاصدة
ذُبول عمــري بــلا سيف وميــدان
صواعق الغدر مرّت في مرابعنــا
وزاد في التّرحال آلامي وحرمـان
هــل تذكرين حكايـــاتي أرددهــا ؟
على مسمع الطير والأطيار ترعاني ؟
مضيت أبحث عن قلب خسرت بـه
شبابي وآلامي وقد كانت بعنوانتي
صدقتهــا وقد كــانت تخــــادعنـي
بين المباسم كان الأسر عنـوانــي
آنستـي .. ذريني بآهاتي أرى قدري
هل تكتوي الروح في شيبي وترعاني
قالوا: دع الحب .. قلت الحب يعرفني
كشاعل النور في الظلماء ربّــــاني
لم يبقى فـي العمر ما أرجوه من أمل
غيـر التــي أوقدت بالــهجر نيراني
وهــاهي اليوم ذكرى لم تعد أسفــا
فالعمر ولى وحكايتي اليوم حرماتي
ذكراك فــي قلبي وفي قلمي ألمـــا
يــا بهجة لم تداوي جرحي القاني
شعر : محمد شرف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف