تنثرٌ الحرف في أزقة الغربة ..وتتلو القصائد التي تغزلها من خيوط الروح المبعثرة بالحنين ....تتشظى بشوقك لخطواتك الاولى ....وذكريات العشق والاصدقاء ...وتنزف الاماني بعيداً لم يفارقك خيال العراق وأنت بعيد تراتيلك السومرية تقرئها كل ليلة علها تخفف وحشة المسافات وتعيد خريطة الايام ....
رسائلك الاولى للحبيبة وخطى الخوف وتراشق الحصى مع أبناء المحلة ...وساحات المدينة والركض والصياح لم تفارق جنونك الممزوج بذرات التراب العراقي .....أيها الشامخ كالنخيل والمعتق كشارع المتنبي ومقهى الشابندر ........
أتعرف أن العصافير في شارع أبو نؤاس تمضغ تبغ السجائر تنوي الانتحار بعد أن كانت تتراقص لصدى الحروف من شفاه العشاق .....حزينة حتى العصافير ياسيدي....
أن قبر أمك العتيق مازال رطبا بماء الورد الذي رششته حين مجيئك طيفا باكيا لتزيح غبار الوجع عن جراحاتك المؤلمة أبكي أنت في أطهر وادوفي دفء أحظان فارقتها من سنين ......
دموعك عشق العراق .......وصوتك صوت الملايين في مدننا المتعبة...ماعرفتك لكن قرأتك حتى كنت أقرب حين قرأتك مما لو كنت عرفتك تفاصيل حبك بين السطور واضحا معطاء كا ارض العراق تهطل بالجميل وتنبت أوراقك باقات ورد يفوح عبيرها يتنفسه العابرون بين السطور .....تلهفت لقراءة فالح حسون الدراجي كأنني أعرفك منذ زمن بعيد تلوت عليك قصائدي فكنت رقيقا وحنين ....تراقصت كأنني أراك وأعرف أنك مثلي محملا بالوجع يهزك الشوق للوطن ......غريب ياسيدي أنا فيه لاصديق غير شجرة النبق التي تعشقها وتخاف قطعها الامهات ......ماغيرتك المحطات ولاصدأت أنفاسك من الغربة ....باذخاً كنت وتبقى مثل أرض الرافدين ...
بقلمي الشاعر
يحيى الحميداوي
9-2-2011