هجومان انتحاريان في الرمادي يقتلان ويصيبان أكثر من 60 مدنيا
عودة الهدوء إلى منطقة البياع واشتباكات في الأعظمية

منتديات الفرات بغدادـوكالات: قال العميد قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد (فرض القانون)، الاثنين، ان الوضع الأمني في منطقة البياع جنوب غربي بغداد مسيطر عليه بعد تكثيف انتشار قوات الأمن فيها، فيما ذكر شهود عيان أن هدوءا نسبيا يسود المنطقة بعد تصاعد العنف فيها بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية على النقيض من منطقة الاعظمية التي شهدت اشتباكات بين مسلحين وقوات الجيش العراقي في وقت اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل خمسة اشخاص واصابة اثنين اخرين بجروح من عائلة واحدة، بينهم نساء واطفال، اثر سقوط قذيفة هاون على منزلهم في منطقة البياع جنوب غرب بغداد.
وأضاف عطا أن »قوات الأمن تفرض سيطرتها الآن على المناطق الواقعة جنوب غربي بغداد بعد أن كثفت انتشارها في تلك المناطق«.
ولم يعط عطا مزيدا من التفاصيل حول طبيعة الانتشار في تلك المناطق، الا أنه أشار الى أن »الوضع الامني في منطقة البياع مسيطر عليه من قبل قوات الامن العراقية«.
من جهتهم ذكر شهود عيان لـ (أصوات العراق) اليوم أن هدوءا نسبيا يسود منطقة البياع منذ الليلة قبل الماضية بعد ان شهدت تصاعد العنف فيها خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما أدى الى نزوح عدد من العوائل الى مناطق أخرى أكثر أمنا فيما لزم السكان بيوتهم بسبب هذه الاشتباكات.

انتماءات شتى

ويسكن منطقة البياع عراقيون من انتماءات شتى يغلب عليهم خليط من الشيعة والسنة.
وقال أحد شهود العيان من سكان الحي انه لم يلاحظ حتى الآن عودة العوائل التي نزحت طواعية من منازلها في الشارع الذي يسكن فيه، وأعرب عن اعتقاده بأنهم »لن يعودوا حتى يعم الأمن بالمنطقة بشكل تام«.
فيما ذكر شاهد آخر أن بعض المحال التجارية فتحت أبوابها في شارع 20 وهو الشارع التجاري الرئيسي الذي يخترق المنطقة من الشرق الى الغرب، مبينا أن حركة المارة بدت أشبه بالطبيعية بعد أن انتشرت قطعات من الجيش العراقي في المنطقة.
وذكر شهود عيان السبت الماضي أن معظم المحال التجارية في شوارع 20 و12 و5 بحي البياع أغلقت أبوابها بسبب تزايد حدة اعمال العنف فيما لزم معظم سكان المنطقة منازلهم، وقامت عدة عوائل بالهروب من الحي ولجأوا الى اقاربهم في مناطق اخرى قريبة من البياع، فيما أعلنت مديرية تربية الكرخ، الواقعة في البياع، عن تعطيل دوامها الى اشعار آخر، كما تم اغلاق جميع المدارس في الحي.
وتعرض مسجد (فتاح باشا)، الواقع وسط ضاحية البياع، فجر الخميس الماضي، الى تفجير عن طريق زرع عبوات ناسفة في محيطه، ما ألحق أضرارا مادية كبيرة به، فيما لم تتمكن الشرطة من معرفة هوية منفذي التفجير.

اشتباكات الأعظمية

من ناحية اخرى، ذكرت »هيئة علماء المسلمين« أكبر منظمة سنية في العراق أن اشتباكات »عنيفة« اندلعت بين اهالي حي الاعظمية في بغداد وقوات الجيش العراقي على خلفية قيام عناصر من الجيش بأطلاق النار »بصورة عشوائية واطلاق الشتائم« على الاهالي.
وذكر الموقع الالكتروني للمنظمة أن » اشتباكات عنيفة تدور بين اهالي منطقة السفينة في حي الاعظمية وبين الحرس الحكومي منذ صباح الاثنين«.
وأضاف الموقع نقلا عن شهود عيان أن »سبب الاشتباكات جاء على خلفية قيام الحرس الحكومي بمحاصرة منطقة الكمب قرب منطقة السفينة في الحي واطلاق النار العشوائي فيها والاعتداء على الاهالي بالشتائم والتضييق«.
وكان الجيش الامريكي قد شرع منذ العاشر من الشهر الماضي ببناء جدار عازل حول حي الاعظمية أقدم الاحياء الراقية في بغداد بهدف منع تسلل الجماعات المسلحة وتنفيذ اعمال قتل واختطاف في الحي.

قتلى في الرمادي

وعلى صعيد مواز، قال العقيد طارق الدليمي مسؤول امن الرمادي لوكالة فرانس برس ان »هجومين انتحاريين بسيارات مفخخة وقعا شمال مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) واديا الى مقتل نحو عشرين شخصا واصابة اكثر من 40 اخرين بجروح«.
واضاف ان »الهجومين وقعا بفارق عشر دقائق وعلى مسافة حوالى كليومترين بين الاول والثاني«.
واكد ان »الهجوم الاول استهدف سوقا شعبيا فيما استهدف الثاني سيارات مدنية عند نقطة تفتيش للشرطة« مشيرا الى ان بين القتلى خمسة من عناصر الشرطة.
وتقع مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار تحت سلطة قوات الشرطة التي شكلها تحالف كبير من عشائر السنة العرب في الانبار الذي يحارب تنظيم القاعدة بدعم من الحكومة العراقية.
وكان مجلس انقاذ الانبار اعلن عن نفسه منتصف سبتمبر 2006 بعدما كشفت مصادر عشائرية بروز خلافات بين تنظيم القاعدة وعشائر الانبار، احد معاقل التمرد في العراق، الى العلن.
ويعلن هذا التحالف بين فترة واخرى مسؤوليته عن تصفية لكبار قادة تنظيم القاعدة في المدينة التي يقول انه حرر معظمها.

جثث

على صعيد آخر، ذكر مصدر طبي في مستشفى الخالص العام ان شعبة الطب العدلي في المستشفى تسلمت ست جثث تعود لجنود من الحرس الوطني العراقي تمت تصفيتهم بالأعيرة النارية.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة أنباء »أصوات العراق« المستقلة ان »الجثث الست كانت معصوبة الأعين وموثقة الأيدي، وعليها آثار اطلاق أعيرة نارية في الرأس ومناطق مختلفة من الجسم«.
يذكر أن قضاء الخالص، التاب لمحافظة ديالى يقع على بعد 55 كيلومترا الى الشمال من العاصمة العراقية بغداد.