يبدو أن الحكومة العراقية بات أكثر قناعة من ذي قبل بالإشارات التي تقترب من التصريح بأسماء دول إقليمية أو جهات وأحزاب خارجية تمارس أو تدعم الإرهاب والتخريب في العراق، وإذا كانت الحكومة لم تقتنع بعد بقرار المواجهة المباشرة فعلى شعب العراق أن يتحمل أياماً صعبة ربما يتلطخ بعضها بدماء أبرياء، وهو قرار لا يبدو سهلاً بعد كل تلك التضحيات الجسيمة التي لحقت بالعراقيين وجميع مفاصل حياتهم ولحقت بالعراق كدولة ومؤسسات, ليس من الممكن الاقتناع بأن من مارس قتل العراقيين في الشوارع، وسعى الى تعويق العملية السياسية وإفسادها وعرقلة نموها الطبيعي، وتعطيل عملية البناء والإعمار سوف يتحول في يومٍ الى صديق يمكن الوثوق به..
بالتأكيد توجد هناك دول ذات ملفات ساخنة في العلاقات مع المجتمع الدولي و تستحوذ عليها عقد طائفية وطموحات لا تتناسب مع حجمها مقارنة بالعراق ومكانته الإقليمية والدولية هذه الدول تتخوف من تنامي عراق حر وديمقراطي ينعم شعبه بخيرات بلده, توجد دول تتخوف من عراق بقوة اقتصادية كبيرة , عراق سياحي من الممكن ان يستقطب ملايين السواح سنوياً هذه هي الدول تنزعج من علاقات استراتيجية للعراق مع أميركا والعالم المتقدم.
ان واقع العراق السياسي الحالي يفرض ضرورة اعتماد سياسة المواجهة المباشرة مع تلك الدول الشريرة من خلال كشف افعال هذه الدول للعراقيين، وتفعيل العمل الدبلوماسي والقضائي ليمارس المجتمع الدولي دوره، فإن وقت النصيحة والرجاء والتحذير لتلك الدول قد نفذ وانقضت مبرراته.
كما ان علينا العمل على تنظيف الصف العراقي الداخلي من خلال ملاحقة جهات (سياسية ودينية وإعلامية) كانت وما زالت أدوات تنفيذ وتمرير أجندات خارجية و لها أثرها الكبير في عرقلة عملية البناء السياسي والإعمار و كذلك علينا مكافحة الفساد الإداري والمالي
إن المواجهة الحقيقية لمشاريع التدخل الخارجي تبداء من الداخل أولاً فالواجب ان نتحدا جميعا كعراقيين تهمنا مصلحة بلدنا في المقام الاول. لقد ان اوان العمل الجاد و نبذ الخلافات التي لن تؤدي الى زيادة معاناة شعبنا.علينا العمل من اجل عراق موحد يضمن حقوق جميع العراقيين على السواء.