بسم الله الرحمن الرحيم
(فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين )
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
اللهم وصلي على ولي أمرك القائم المؤمّل والعدل المنتظر وحُفه بملائكتك المقرّبين وأيّده بروح القُدُس يا رب العالمين .
الثبات على الولاية :
لقد ورد في الروايات عن أهل البيت (ع) أن الثبات على الولاية لها أجر عظيم ، كما في الحديث عن علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام):(من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر وأحد)(1).
وعن يمان التمّار قال : ( كنّا عند أبي عبد الله (ع) جلوساً فقال لنا : إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، المتمسك فيها بدينة كالخارط للقتاد ثم قال : هكذا بيده ، فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده ؟ ثم أطرق مليّاً ، ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، فليتق الله عبد وليتمسك بدينه )(2).
* الانتظار بالصبر:
أن بعض الروايات جاء فيها الانتظار مقروناً بالصبر ، والصبر يدل على الثبات وعدم الانحراف عن العقيدة ، كما عن الإمام الرضا(عليه السلام) انه قال:(إن دينهم الورع والعفة والاجتهاد.. والصلاح وانتظار الفرج بالصبر)، فالصبر أداة ووسيلة للانتظار.
فمفهوم الانتظار الذي ينبغي أن يتمثله الإنسان المسلم ، إضافة إلى ما يعنيه من العمل على التهيئة والإعداد للإمام المنتظر(عج) في الإصلاح والتغيير ، كذلك هو الثبات على الولاية والتمسّك بالعقيدة المهدوية في زمن التشكيكات والمشككين ، فإن انتظار المهدي ثبات على الولاية ، والثبات على الولاية ثبات على الدين وهو أفضل أعمال الإنسان في زمن الغيبة .