[COLOR=purple]بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن هشام الأنصاري رحمه الله تعالى في
كتابه الألغاز النحوية
من ذلك ما أنشده أبو علي في تذكرته
لا تقنطن و كن بالله محتسبا فبينما أنت ذا يأس أتى الفرجا
الإشكال الأول
نصبه *ذا* و حقه الرفع لأنه خبر المبتدأ الذي
هو أنت .
جوابه
الجواب عن نصبه أنه خبر كان المضمرة . تقديره
فبينما كنت ذا يأس . و هذا كقول الشاعر أنشده سيبويه
أبا خراشةأما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
أي لأن كنت ذا نفر .
الإشكال الثاني
نصبه *الفرجا* و حقه أن يكون مرفوعا لأنه
فاعل أتى .
جوابه
الجواب عن النصب أنه مفعول بمحتسب . تقديره
لاتقنطن و كن بالله محتسبا الفرجا
و في أتى ضمير يعود على الفرج . فتقدير
الكلام إذا احتسبت في الله الفرج فبينما كنت ذا يأس أتاك الفرج .
" كتاب : الألغاز النحوية "
يعدُّ كتاب "الألغاز النحوية" لمؤلفه الإمام جمال الدين أبي محمد عبد الله بن هشام بن يوسف الأنصاري, من أهم وأعظم الكتب التي تناولت هذا اللون من الغموض النحوي, وعلى الرغم من صغر حجمه, فقد طرق معظم الأمور التي قد تفيد الباحث في معرفة مستعجمها وغرابة لفظها, وغموض معانيها.
وقد ولع العرب منذ القديم بهذا اللون وقد تفرّع إلى فرعين أساسيين:
1 الألغاز النحوية: وهي التي تصيب الناحية الإعرابية للجمل والكلمات والألفاظ كرفع المنصوب ونصب المرفوع وغير ذلك من العلامات الإعرابية من مثل : " لقد قالَ عبدَ الله ... " و " أقول لخالداً ...".
2 الألغاز الشعرية: وهي تعد كأحاجي يستعملها الشعراء والبلغاء لوصف شيء ما دون ذكر اسمه, وفي عصر ابن هشام نشط مثل هذا, ومثال ذلك قوله: "أكلت النهار ..." فقد يستغرب القارئ لأول وهلة, كيف يأكل الإنسان النهار ثم لا يلبث أن يزول هذا الغموض عندما نرى أن النهار ها هنا يقصد به فرخ الحباري وهو نوع من الطيور.
وقد صنف المتقدمون من النحاة تصانيف عدة حول هذا الموضوع, فكتب الأصمعي كتاباً أسماه "معاني الشعر", وكذلك ألف ابن قتيبة "معاني الشعر" وابن دريد الأزدي "الملاحن" وغير ذلك الكثير.