... كتلةٌ من ضَبابٍ فوقَ نافذةِ أَحزاني
تلُوحُ - رُغماً عَنها - يدايَ
,, مازِلْتُ أَضَعُ في كفيَّ قبُلاتي
نافِخاً فيها لتتناثرَ كحبَّاتِ البَرَدِ
ترنوَ وجهَ حبيبَتي
ويا لَمأساتِي,, فأنَها كَرَمادٍ مِن ورَق
تعيشُ الأملَ على لهيبِ الآهِ !
.. ليبقى الشّوقُ إليكِ
يعانقُ إنكساراتِي
... يا راحلةٌ عن سكةِ حياتِي
يا مَن رحيلُكِ أكبرَ من قدرةِ إحتمالِي
أمَا تعلمين أنْ برحيلِكِ قد جفَّتْ حياتي
كالسّيلِ يبتلعهُ الحَصى
أبحثُ عن وَرودٍ أنثرُها
فوقَ حاضِري
علَّني أعود لعطرِ أمسي..!
قد مللتُ الحاضرَ
ولازلتُ أرشِفَ الويلَ
منتظراً إيابَكِ
لكنّني أعلَمُ بأنّي أكتبُ فوقَ السحابِ
بأقلامِ مكسورةٍ
فقد ذابتْ الورودُ وسراجُ الأمسِ قد خبا...!
غارقٌ في الحزنِ يائساً
والألمُ قد شقَّ أخاديدهُ على القلبِ
فأخترقَ الجرحُ كلَّ نبضٍ وكلَّ نزفٍ
وكأنَّني لم أكنْ يوماً
سوى عثَراتٍ من زمانٍ
وغريبٌ على ليالٍ تقتنصُ العشقَ
هل إنَّني معنىً آخرَ للهزائمِ
أم إنَّني النزفُ الدائمُ..
جراحٌ تأبى التوقفَ
في جسدٍ يئِنُّ مُعاناةً
يضحكُ !!
يقهقهُ آلاماً وأوجاعاً !
من شدةِ الحزنِ وإستجداءِ الدموع !
بُعدُكِ جعلَ القمرَ يخونُ ميعادهُ
فقرّرَ الرحيلِ
بعيداً عن آهاتي وإختناقاتي
لكنّهُ زادَ من شهَقاتِ القلبِ
وجَعلني أودّعُ الكيانَ
والروحُ كادتْ أن تزهقُ
فما نفعُ جسدٍ خاوٍ فارَقَتْهُ ملهمةُ الأحساسِ ..!
قدَري إنني صادفتُكِ وأحببتُكِ
أحببتُ إمرأةً ,,أمنيتُها السفر
الى السماءٍ !!
قدَري إنّني عشقتُ تلكَ التي علّقَتْ أحزاني
على ساريةِ عمرِها
تحدَّت القمرَ ورحَلَتْ
وطريقَ الأبديةِ سلَكَتْ
,, ذرَتْني أعدَّ الرملَ والحصى
موصولاً بنارِ الزفراتِ
..لستُ مذنباً إنْ أنا بقيتُ وحيداً
فهي... الهاوية للسفر - قد رقدتْ في السماءِ
وتركَتْني مع الضبابِ
مع الريحِ
وصرخاتٍ مكتومةٍ أطلقُها:
لاتدعيني وحيداً
,, لكني لغيرِ صوتِ الريحِ لاأسمعُ
وأبقى متمدداً على ضفافِ أوجاعي
لأستمعَ صدى آهاتي
لاجدوى للعشقِ بعدَ رحيلُكِ
ولا نفعٌ لكلِّ عناقِ
ولا يهمنّي أن تُنحَرَ في الأكفِّ الآمالُ
ولن أجدُ فرقاً بين محبوبٍ أو قشّةٍ على ظهرِ ماء !!
سأجعلُ للدموعٍ وجهاً أملُكه وحدي
ليرتسمُ بغيابِكِ
وسأظلُّ أكتبُ حكاياتِ البكاء !
.. فقد قُتِلََتْ الأمنياتُ
ومازالَ الحزنُ
ومازالَ القهرُ
فما جدوى - بعدَكِ - الأسماءُ