قُتل ما لا يقل عن 30 عراقياً إثر سلسلة من الهجمات استهدفت قوافل الحجاج الشيعة، الذين يتوجهون إلى مدينة "كربلاء" جنوبي العاصمة بغداد الأحد، لإحياء ذكرى الأربعين لمقتل الإمام الحسين، أسفرت عن إصابة نحو 75 آخرين.
ففي مدينة "الأسكندرية"، تعرضت قافلة للحجاج الشيعة لهجوم انتحاري على أحد الطرق السريعة، مما أسفر عن مقتل 27 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 45 آخرين، حسبما أكدت مصادر الشرطة العراقية، مشيرة إلى أن القتلى بينهم عدد من النساء والأطفال.
وتقع مدينة الأسكندرية على بعد نحو 48 كيلومتراً (30 ميلاً) جنوبي العاصمة العراقية، وهي إحدى المدن الرئيسية الواقعة ضمن "مثلث الموت"، الذي شهد أعنف مواجهات بين الجماعات السُنية المسلحة وقوات التحالف التي يقودها الجيش الأمريكي بالعراق.
ويتوجه سنوياً مئات الآلاف من الشيعة إلى كربلاء، على بعد نحو مائة كيلومتراً (60 ميلاً) من جنوب شرقي بغداد، سيراً على أقدامهم، من مختلف أنحاء العراق، لإحياء ذكرى أربعينية الحسين، وهي إحدى المناسبات المقدسة عن العراقيين الشيعة، والتي توافق الأربعاء المقبل.
وكان هجوم سابق في وقت مبكر من صباح الأحد، قد أودى بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل، وإصابة نحو 30 آخرين، بعد أن قام مسلحون بمهاجمة الحجاج الشيعة بالأسلحة النارية وقذائف المورتر، قرب ضاحية "الدورة" في بغداد.
وقال مسؤولون بوزارة الداخلية العراقية لـCNN إن اثنين من أفراد الشرطة أُصيبا في الهجوم الذي وقع في حوالي العاشرة والنصف صباح الأحد، في الضاحية ذات الأغلبية السُنية.
وقبل قليل من هجوم الدورة، انفجرت سيارة مفخخة قرب اجتماع لزعماء العشائر في شمال بغداد، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة تسعة آخرين، وفقاً للمصادر العراقية.
وقع الهجوم في حوالي العاشرة والنصف صباح الأحد، ببلدة "الحويجة"، الواقعة على بعد نحو 70 كيلومتراً (43 ميلاً) من جنوب غربي مدينة "كركوك" الغنية بالنفط، بينما كان زعماء العشائر في طريقهم إلى مقر الاجتماع.
وقالت الشرطة إن أحد أعضاء ما يُعرف بـ"مجالس الصحوة" قُتل من جراء الانفجار، فيما أُصيب تسعة آخرين، بينهم زعيم مجلس الصحوة المحلي بالمدينة ونائبه.
وأقر الجيش الأمريكي برنامج "مواطنون محليون معنيون"، والذي يُعرف أيضاً باسم "أبناء العراق"، أو "مجالس الصحوة"، في العديد من المحافظات العراقية، بهدف جذب متطوعين يمكن أن تسند لهم مهام أمنية في مناطقهم، ورصد أية تحركات للجماعات المسلحة بتلك المناطق.
ويشارك عناصر بهذه المجموعات في مهام حراسة نقاط التفتيش والمساجد والمؤسسات الحكومية الأخرى، كما تسعى الولايات المتحدة إلى إدماج بعضهم ضمن قوات الأمن العراقية.
تأتي هذه الهجمات بعد قليل من إعلان الجيش الأمريكي السبت أن قواته اكتشفت شاحنة مفخخة، جرى تعديلها لتبدو كشاحنات الاغاثة التابعة للهلال الأحمر في الموصل.
وقال إن الشاحنة كانت مفخخة بنحو خمسة آلاف باوند من المواد المتفجرة، مشيراً إلى أن قواته اشتبهت بها أثناء حملة تفتيش جنوب شرقي الموصل في 15 فبراير/ شباط الجاري.
وصرح قائد فوج المشاة الثامن التابع للكتيبة الأولى بالجيش الأمريكي، العقيد كريستوفر جونسون، أن تفجير شاحنة بهذا الحجم كان سينجم عنه مقتل وإصابة العديد من المدنيين الأبرياء.
وذكر جونسون إن الجيش قام بنقل الشاحنة من المنطقة عقب معاينتها من قبل فريق من خبراء المتفجرات، الذي أكد أن انفجارها كان ليؤدي لإحداث أضرار فادحة.
ووضعت القوات الأمريكية والعراقية مدينة الموصل نصب أعينها خلال الأسابيع القليلة الماضية، في إطار عملية عسكرية واسعة لملاحقة مليشيات تنظيم القاعدة المتمركزة شمالي العراق.

المصدر