الاكتئاب
اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليب علاجه
د.عبد الستار ابراهيم
لعلي لا أحتاج الى جهد كبير كي أعرف القارئ بمفهوم الاكتئاب فجميعنا وربما دون استثناء مرت علينا لحظات طوال أو قصار عانينا خلالها من الحزن والأسى على بعض لآمال المجهضة،أو الفرص التي ولت،أو الأعزاء والأصدقاء ممن فقدناهم أو افتقدناهم،أو على مكان هجرناه طائعين أو مرغمين...وجميعنا بلا استثناء خبر أو شعر في لحظات ما أن الحياة أصبحت عديمة الجدوى،وأنها كفاح طويل وعقيم،ولحظات الفرج فيها والسعادة أقل بكثير مما فيها من مشقة وجهد،وأن المرء لم يعد بمقدوره أن يتحمل فيها الجهد أو المشقة.
وكلنا مرت علينا فترات كنا فيها نهبا للشعور بالارهاق السريع،وفقدان الهمة والتقاعس عن الحركة،والعزوف عن بذل النشاط.
ربما اختبر بعضنا هذا الاحساس بصورة أشد،فاختلط تعبيره عن ذلك الشعور بفترات أطول امتزج فيها -مع الحزن،وخيبة الأمل والأسى -البكاء وفقدان الشهية،واضطراب النوم،والتشاؤم،وربما اليأس من مستقبل طيب يحملنا على مواصلة الحياة والكفاح من أجلها.
في مثل هذه اللحظات،يصبح العمل البسيط جهدا لايطاق،ونجد طاقتنا وكأنها نضبت حتى عن القيام بالأعمال الروتينية الصغيرة بما في ذلك مثلا ،عنايتنا بأمورنا الصحية اليومية العاجلة كتنظيفنا لأسناننا أو الحلاقة أو الاستحمام أو التحضير لأمر مهم يتطلب دراسة أو عملا.