22/10/2007
منتديات الفرات بغداد: جوشوا بارتلو «واشنطن بوست» - التقى الرجال ذات مساء في ساحة مدرسة لتنفيذ هجومهم، وعند انتهائهم منه تساقط ما لا يقل عن 7 صواريخ عند منطقة تبعد 4 أميال عن مقر المجمع العسكري الأميركي في بغداد، قاتلا جنديين وجارحا ما لا يقل عن 38 شخصا، حسبما قال جنود أميركيون.
ومن حاميته المحصنة في جنوب غرب بغداد، سمع المقدم باتريك فرانك في ذلك المساء أصواتا مميزة لإطلاق صواريخ فتحرك على عجل إلى مكتبه، حيث شاهد عبر شاشة الرصد صورا ملتقطة من الجو تحدد موقع إطلاق الصواريخ.

وخلال دقائق بدأ هاتفه الجوال يرن، وأطلعه عدة مخبرين عراقيين على أن الهجوم تم تنظيمه بالقرب من مدرسة خربة في حي العامل. ووافقت مصادره على شيء آخر أيضا حسبما قال. «كانت هناك عدة سيارات تابعة للشرطة العراقية شوهدت وهي تترك الموقع».

ومنذ تلك الحادثة التي وقعت يوم 10 أكتوبر (تشرين الاول) تمكن الجنود الأميركيون من اعتقال ثمانية ضباط شرطة مشتبه في تعاونهم مع رجال الميليشيا الشيعية، لاستهداف القاعدة الأميركية. وفي حالة إثبات تورط رجال الشرطة في الهجوم فسيكون ذلك مثالا قويا على أن قوى الأمن العراقية بدأت تهاجم شركاءها الأميركيين.

وقال الميجور بيل كينزي ضابط العمليات في فرقة المشاة الأولى: «إنه ليس سرا أن تكون للشرطة العراقية مشاكل بنيوية. إنها تضم بعض رجال الشرطة السيئين، لكن المشكلة أن هناك عددا كبيرا منهم وهنا تكمن المخاطر».

وقتلت جراء ذلك الهجوم، الرقيب ليليان كلامنز، 35 سنة، وهي أم لثلاثة أطفال والجندي صامويل بيرسونن 28 سنة. ولم تكشف القيادة العسكرية الأميركية أسماء الاشخاص الذين جرحوا أو جنسياتهم.

وقال كينزي: «هذا واحد من الهجمات الفعالة. لكنه ليس الأول. عليك أن تتخلص منهم كي يبدأ بقية رجال الشرطة عملهم بشكل صحيح».

وصلت أولا إلى عين المكان إلى المدرسة، وحدة عسكرية عراقية بعد الهجوم ووجدت على الأقل 14 قاذفة صواريخ في الساحة، حسبما قال الجنود الأميركيون. وتحرك عدد من رجال فرانك إلى مركز الشرطة القريب في حي العامل، حيث قاموا باعتقال الموجودين داخل سيارة شرطة كانت عائدة للتو إلى المركز، واعتقلت رجلا آخر كان في طريقه للخروج.

وفي الأيام التالية اعتقل الجنود الأميركيون ما مجموعه 17 من المشتبه فيهم، بينهم ثمانية من أفراد الشرطة، وفقا لما قاله اللفتنانت آندرو ديتريتش، وهو ضابط استخبارات من الكتيبة. وأطلق سراح ثلاثة من المعتقلين تباعا، غير انه لم يكن احد بينهم من افراد الشرطة.

وقال ديتريتش ان افراد «جيش المهدي»، الميليشيا الشيعية القوية التي يقودها رجل الدين مقتدى الصدر، كانوا بالتأكيد وراء الهجوم. وافراد الميليشيا مسؤولون عن قتل وتشريد السكان السنة وزرع العبوات الناسفة لقتل الجنود الأميركيين. كما انهم باتوا اثرياء عبر السيطرة على توزيع الوقود، وسوق العقارات وشبكات السيارات المسروقة. ويعترف مسؤولون عراقيون وأميركيون بأن افراد الميليشيا الشيعية قد اخترقوا قوات الأمن العراقية، وخصوصا الشرطة.

وبعد خمسة ايام من سقوط الصواريخ اعتقلت وحدة عسكرية اميركية أخرى أربعة من المشتبه فيهم مختفين في مجمع وزارة الزراعة شرق بغداد. وكان احد هؤلاء الاربعة من بين خمسة مطلوبين في بغداد، ولكن انتماءه لم يكشف عنه في تصريح عسكري اميركي حول عملية الاعتقال.

وقال الجنرال فنسنت بروك، مساعد القائد العام لبغداد، في تصريح له، «نحن الآن اعتقلنا كل القادة والعناصر الرئيسيين في خلية النيران غير المباشرة، التي هاجمت قاعدة فكتوري الأسبوع الماضي».

ويبقى دور الشرطة في الحادث غير واضح. وقال فرانك انه يرتاب في انهم متورطون في حراسة الموقع بينما أطلق القاذفون الصواريخ. وأكد الرائد خضير عباس حسن، مدير الشرطة في حي العامل، أن الجنود الأميركيين اعتقلوا ضباطا في الشرطة العراقية، بينهم ملازم، في اعقاب الهجوم، ولكنه قال انهم أعضاء في قوة شرطة الطوارئ في حي البياع المجاور وليسوا جزءا من مركزه. وقال فرانك ان ذلك غير صحيح.

وقال فرانك، الذي كان يشعر بالاحباط بسبب مشاركة الشرطة في الهجوم، ان تجنيد السكان المحليين السنة للتدريب في اكاديمية الشرطة أخيرا يمكن أن يوازن قوة الشرطة التي يهيمن عليها الشيعة. وقال انه «بوجود خليط من السنة والشيعة في المركز فانه ستكون هناك قدرة على معالجة نفوذ المتطرفين».

ولم يكشف الجيش الأميركي عن المكان الذي سقطت فيه الصواريخ على وجه التحديد لأسباب أمنية. ويعتبر كامب فكتوري جزءا من مجمع محصن، يضم الآلاف من الجنود والمتعاقدين الخاصين الأميركيين، في الضواحي الغربية من العاصمة قرب مطار بغداد الدولي. وقال بعض الجنود انهم باتوا معتادين على المخاطر الصغيرة نسبيا الناجمة عن الصواريخ وقذائف المورتر.

وقال مسؤول عسكري اميركي اشترط عدم الاشارة الى اسمه، لأنه ليس مخولا بالحديث علنا حول الحادث، انه «بالنسبة للأشخاص الذين لم يسبق لهم ان خرجوا أو انتشروا يعتبر الامر خطيرا، ثم ان هناك من يعرفون انه جزء من صفقة ان يكون المرء هنا وفرص تعرضه للاصابة محدودة جدا. وهذا الهجوم، في سياق وقتنا هنا، ليس كل ما يثير الدهشة، ولكننا نتعرض منذ حين لمثل هذه الضربات