أحاول كل صباح
أن أكون حراً من جديد
أن أبدأ يومي بابتسامة جديدة
أن أشرح للجيران من جديد
أن خذوا ما معي
و انصبوا خيامكم بعيداً عن مضاربي
****
و عندما يأتي المساء
أكون قد بتُّ أسيراً من جديد
شاحباً في ضوء قمر الوطن
عارياً من كل ما حملته من عذرية لخصوصيتي
فحريتي باتت ثروة قومية
للشعب في وطني
و ابتساماتي باتت ساذجة أكثر
في عيون أبناء وطني
و خصوصيتي منتهكة مغتصبة ثكلى
تبكيني كل مساء ألف مرة
****
أخرج من خيمتي
فأرى الغرباء قد نصبوا خيامهم في مضاربي
يسألوني عن رأي في نفسي
و يعزلوني في متاهات أرائهم
فجارنا البقال
نصنحني بأن أكون بقالاً
فرفضت..
فأصبحت غبياً وقحاً في نظر عشيرته
و جارنا اللحام أرادني خاروفاً
فرفضت..
فأصبحت حماراً في نظر عشيرته
و جارنا المكوجي قال لي
أن لا أنطق كلامي إلا بعد كيه بمكواته
فرفضت..
فأصبحت فاشلاً مرتزقاً
و جارنا الطبيب..
و جارنا المخبر..
و جارنا السائق..
و جارنا السارق..
و جارنا القوّاد..؟؟
الكل لديه منظاره بالحياة…
و أنا الأعمى الوحيد في هذه الحياة..
يريدون تجريدي من كل شيء
و حتى اليوم لا أعرف ما هو الشيء
أهو المنظار في الحياة..
أم الحياة كلها..
لا أعرف
يريدونني فأراً في حقولهم..
لا أعرف
يريدونني عذراء مكبلة في غرف نومهم..
يمارسون عليَّ ساديتهم..
لا أعرف
و لكني أعرف أن صباحاً جديداً
قد أشرقت شمسه
و أن صباحاً مختلفاً قد بات في يدي
و أن أدولف هتلر كان محقاً
و أنني أنا السامي الوحيد المتبقي
و أنتم الحثالة
و أنتم المرتزقة
و سأنفيكم بصمتي
و سأقتلكم بصمتي
و سأحرق عقولكم بصمتي
و سأنسج شعري بصمتي
و سأكتب حياتي بصمتي
و سأبحث عن حبيبتي في صمتي
و سأضيف..
بأنكم جميعكم
كبيركم و صغيركم
نساؤكم و رجالكم
عقولكم و كلامكم
قد باتت مسماراً صغيراً
و سأدقه في نعل حصاني
و سأنطلق بعيداً
أدوسكم في كل خطوة
و لكم أن لا تختاروا..
فإني لا أراكم إلا أشباحا
بلا زمان
بلا مكان
بلا أبعاد
و سأستيقظ غداً صباحاً
و سأحيا كما أحب أن أحيا
و كما أريد أن أحيا..
أما قلت لكم
أنكم لا شيء..
و أنا كل شيء…
لم يبق الكثير؟؟
فقط سنة......
ضوئية قد تكون!!
الم اقل لكم بقايا صقر