لملمــــــي العبرات قـــد حان الرحيل
لا تغرقي بالهـــــم أوجـــــاع الـــقتيل
ســــيدتي إن يقتـــــــــلوه فإنـــــــــــه
في مـــــعبد الأفكــــار محرابٌ جــليل
لا تذكري من أمـــره مــــا تذكـــــري
لو تحـــــــرقي التاريخ نيرانا قــليـــل
كــــــــانوا دعـــــاة أولا إذ يرتجــون
قد زادت الكـــبوات قد حان الصـهيل
فبعثت منك ســـــــــفيرها ينبــــــئهـم
قـــد جاء نصـــر الله أمواجا تســــيل
صــــافحهم عانقـــهم صـــلى بهـــــم
أسيافهـــم في غمدهــا ترجو الصليل
ما أن ركــعت رســــولها حتى ذوت
أصـــواتهم من خلفك أنســل الرعيل
أسيافهــــم حامت حماك رســـــولها
تأبى بأن تهـــوي عليك وتســــتحيل
فأبيت إلا أن تكـــــون شهــــــــيدها
ليبدأ التأريخ أســــــــفار العـــــويـل
فكنت أول ســــــطرها يا ســــــيدي
و كنت أنت شهيدها يا ابن عقيـــــل
كي تملأ التاريخ حبـــــرا دامــــــيا
يبكيكم التاريــخ حـــــبرا لا بـــــديل
هذا قضـــــاء اللـــــه فيكـــم سـيدي
أنتم ضياء الحق أحـــــلاكا يزيــــل
أنتم نخيل الهــــــام فــــي وجدانــنا
لن يســــتبيح الكفر قطـــعا بالنخيل
..................
فـــــــأبيت ألاّ............ تنـــــــثني
فرواســـياً إقـــدامها لن تنحــــــــني
جمعــــوا عليك فلولهـــا و ضباعها
تســــــعى إليك يقـــودها إبن الزني
فجمعـــت فيك كــرامهــا و أسودها
هذي جــــنود اللـــــــه فوق الأعين
حيث التقـــى الجمـعان مادت أرضها
هل فـــي ثنايا الأرض لقيا الزمـــــنِ
فخرجت فيهم راجيا أن يرجــــــــعوا
لكنهــــم قد غـــرّهم جمـــــعٌ دنـــــي
هـــــذا الفـــرات إستغـــاثك ســــيدي
هــــيا أغــثني نارهـــم تحرقــــــــني
هــــذا الفرات يثــــور تحت لوائهـــم
فأروي شفـــــاهك سيّدي ماءً هــــني
حتى التراب يثــــور تحت فلولهـــــم
لا أرتضـــي للكفــــر أن يدنســـــنـي
قد حــــان وقت الثأر من طغيانهــــم
قد قلتهـــــا لو كــــان فيهـــا كـــفنـي
.....................
خطــــت ســــطورك يا فجـــــــــيعه
تحكـــي إلى الأجيال أحداثا مريعـــه
هــــوت ســــرايا الحق حتى يرتقـي
بالحـــق دين اللـــــه نصـاً و شريعه
يا خـــير جند الله قــــومي بينهــــــم
و بين بيت الحـــــق أســـواراً منيعه
.....................
لا لــــم يمـــوتوا أنهــــــم في خلدهـم
أبواب دين الله اخـــــــتطوا طريقــــه
و تســـاقطوا كما النجوم تســـــاقطت
لتشـــــــعل الأجواء نورا و حـــــقيقه
حتى رضــــيع الحـق لم يسلم بهـــــم
حتى رضــــيع الحـق قد ذاق حـريقه
يا أيهـــــا البطل المخضــــب بالدمــا
أوَ مــات ظـمآنا بهـــا ما بل ريقـــــه
ثار عـــــليهم حامــــــلا بلوائـــــــــه
كي يســـقي بيت الحق ماءً و يذيقـــه
فحاصـــــروه وجـــــوههم مرعــوبة
لاهـــــــثة شـــــــاحبة صــــــــفيقــه
لم يقطعــــو كــفي و لكـــــن إنــــني
كي أُرشف الظمآن دمــــي ســأريقه
ســــأقطع الكـــفين كــــــي تحـــملني
اليك يا ذا الحــــــــق كـــــلٌ و رفيقه
......................
و وقفــــــــت متقــــــــد الجـــــــبين
حقـــــــــــاً ونــــــوراً مـن يقــــــين
لن تنثـــــني...... لـو حاصـــــروك
فالــــدين فيك أمـــــانة أنت الأمـين
و حـــــملت جـرحك نازفاً يا سيدي
غضب يهد عـروشـــهم لن يستكين
الكــــل مذعورا يهـــرول خــــــائبا
شيطــــانهم يعــــوي يعيد الــهاربين
فتكــــــالبو و تكــاتفو في غَــــــيِّهم
و أصـاب قلبك ســــهمه أبن اللعين
فهــويت نحـــو الأرض تسمو للسما
يا ذابحــــا بالنحــــر كـــل الكافرين
فاحتز رأسك ســـيّدي... وا ســـيداه
فتساقطت نذر الســــماء دما حـزين
لا تحزني يا أخت إنـــــي ذاهــــب
كي أشعل الأضواء في جوف السنين
كي أقلــــع الأشـــواك أني ذاهـــــب
كي أقتل الغـــــربان في كهف لـعين
يا أخــــت أني ذاهـــب إذ أرتجــــي
لا تبكـــــي يا أختاه أنا عـــــــائـدين
إنا على الرحـــمن دوما لم نهـــــــن
لكــــن أمر الله نبقـــــــى خالديـــــن
فزرعت فينا الحــــق دوما ســــيدي
و زرعت فينـا الله دوما يا حــســين