الحمدُ للهِ وكفى
وسلام على عبادهِ الذين اصطفى لاسيما عبدهُ المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم :
أحبتي في اللهِ من المعلوم من دين الاسلام أنه ليس دين إدعاءاتٍ ولا كلماتٍ براقة وإن اللهَ يعاملُ العبادَ على قلوبهم وأعمالهم لا على ما َيدّعونَه ُبألسنتهم لذلك
قالَ الحسنُ البصري رحمه اللهُ :
ادعى أقوام محبة الله فابتلاهم الله بهذه الآية
"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
(آل عمران -31)
فيؤخذُ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي اتباعه صلى الله عليه وسلم ، فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر .
إذ لو كان محباً له لأطاعه ، ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة
ومنه قول الشاعر :
لو كان حبك صادقاً لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
فمن يدعي منا أنه يحب الله ثم تجده لا يعمل بأوامره ولا أوامر نبيه صلى الله عليه وسلم فليعلم أن حبه هذا مكذوب ولن يغني عنه من الله شيئاوهذا بالنسبة للمسلمين أما أصحاب الملل الأخرى :
فلما ادعى وفد نصارى نجران أن تعظيمهم المسيح وتقديسهم له ولأمه إنما هو من باب طلب حب الله تعالى بحب ما يحب وتعظيم ما يعظم , أمر الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يقول لهم : إِنْ كنتم تحبون الله تعالى فاتبعوني على ما جئت به من التوحيد والعبادة يحببكم الله تعالى ويغفر لكم ذنوبكم أيضاً وهو الغفور الرحيم . وبهذا أبطل دعواهم في أنهم ما ألّهوا المسيح عليه السلام إلا طلباً لحبِ اللهِ تعالى والحصول عليه .
إذاً نستفيد من هذهِ الآية ِالكريمة ِ:
1 محبة العبد للرب تعالى واجب وإيمانا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ".
( رواه البخارى )
2 محبة الله تعالى للعبد هي غاية ما يسعى إليه أولوا العلم في الحياة .
3 طريق الحصول على محبّة الله تعالى للعبد هو اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإِيمان بما جاء به واتباع شرعه وطاعته في المَنْشَط والمكره ، للآية { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } إذ ليس الشأن أن يُحِبَّ العبد ، وإنما الشأن أن يُحَبّ!
نفعنا الله واياكم بما نقرأ ونسمع وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
تقبلوا منى التحية