ضع من رَحيقَكَ قطرة
بجراحي
ضَعْ من رَحيقَكَ قَطرَة بِجُراحِي .
.. فَعَسى تُهَدِّءَ لَوعَة النَوّاح
لازالَ هَجرَكَ في فُؤادِيَ مُؤلِماً
... حَتى بَكَتْ لِمُصابِهِ أرواحِ
وكَتَمتُ حُبِّيَ لا أبينُ توجّعي
... وصَمَتْتُ كَي لايَعرِفواذبّاحِ
أُمسي عَليلاً والدُموعُ وَسِيلَتي
... وإذا شَكَكتَ فَشاهِدي مِصباحِ
وَرقي وأقلامي تُواسِيَ مَدمَعي
... وتَخُطَّ آهاتِ على ألواحِ
تَمتَصَّ مِنْ غَضَبي سِطورَ قَصْائِدي
... فالشِعرُ بابٌ يستبيحَ كِفاحِ
ياتارِكاً في القَلبِ لَهفَةَ عاشِقٍ
... أوما كَفاكَ مِنَ الأَسى (ياصاحِ)
إرفِقْ بِصَبٍّ يَشتَكِيكَ تَظَلُّماً
... وَيَقولُ غَوثاً مِن أَنينِ جِراحِ
ورأيتُ في عَينَيكَ بَسمَةَ جامِحٍ
... أوحَتْ إليَّ لتنتَهي أفراحِ
وَرَحَلتُ خَلفَكَ ك
السَفين مُتابِعاً ...
في لَيلِ مَوج ٍواختَفى مَلاّحِ
بين
العَواصِفَ والظَلامَ يَلُفُني ..
. حَتى بَدأتُ مُغازِلاً أشباحِ
خُذنِي إلى
المَرسى فَقَلبيَ تائِهٌ .
.. وَأَرى بَعَينِكَ بَسمَةَ الأصلاحِ
لَولاكَ لمْ أبْحُرْ
. وذا بَحْرُ الرَدى .
.. لمّا تَرَكْتُ عَواذِلي ومِلاحِ
أَلأَرضُ ماتَتْ والمِياهُ َتَحَولَّتْ
... وطَغى بِلا عُذرٍ بِها فَلاّحِ
وَخَسَرتُ مافي
الكَونِ لمْ أئبه بهِ ...
حِينَ أعتقَدتُكَ (يافتى) أرباحِ
حِينَ
انتَزَعْتُ مِنَ الغَرامِ قَميصَهُ ولَبِستُهُ عُمْراً وصارَ وِشاحِ
وَرَكِبتُ أخطاراً يَعِزَّ رُكوبَها
... وَقَهَرتُ موجاً أتعَبَتَهُ رِياحِ
لم يَترَكْ
القَلبَ الضَعيفَ حِكايةً ..
. أو هَلْ تُريدَ مَزيدَ مِنْ إيضاحِ
خَوفِي مِنَ
القَولِ المَشينَ وهَمزِهِ
... بينَ النساءِ بِضِحكَةٍ وَمِزاحِ
فأنا
الذي ماكنتُ أرغبُ عاذلي
... بَلْ لاأُطيقَ قَصيدَةَ المَدّاحِ
إحرِقْ سِجِلَّ
الذكريات فَما بهِ ..
. نفعٌ وحَطّمْ جُملَةَ الأقداحِ
و
اتْرِكْ حَديثَ الخالياتِ مِنَ الهَوى .
.. فَحَرامُ أن يَسمَعْ بِذاكَ. صَباحِ
مالي أليكَ من
الامورِ وسيلةً ..
. وَلِذاكَ صَبري كانَ خيرَ سِلاحِ
عَجِزَ
اللسانُ بأن يُريكَ دواخلي .
.. وتَغافَلتْ أذناكَ كُلَّ بَواحِ
قَد قارَبَ
السِتّينَ عُمرِيَ عاشِقاً ..
. أطْلقْ مِنَ الحُبِّ الكَذوبَ سَراحِ
إياكَ أن تَكشِف سَرائرَ بَينَنا
... فالدَّهرُ فيكَ مُحاوِلاً إفضاحِ
لَمّا
اتخَذتَ من الرَحيلِ خَديعَةً ..
. ونَسِيتَ كُلَّ زِيارَتي ورَواحِ
ضَعْ مِنْ رَحيقَكَ قَطرَة بِجُراحي
... فَعَسى تُهَدِّءَ لَوعَتي ونَواحِ
أبو حيدر الشريفي
26\8\2010