إنها قصة نعلٍ غاضبٍ
الشاعر:عبد المولى البغــدادي
طرابلس - ليبيا
أيها النعل الذي شدَّ النظرْ ******** وشـفى صدر مـلايين البشرْ
أنت نصر وقصاص عادل ******** أنت سيف الحق في كف القدر
أنت عزم ودمارُ شـاملُ ******** زلـزل الطغيان في لمـح البصرْ
يا سـلاحا خَفِيتْ أسراره ******** عـن عقـول وظنون وفكرْ
غاب عـنَّا وهو في أقدمنا ******** وتجـاهلناه عوناً فـ الخطرْ
واهتدى (الزيدي) إليه صدفة ******** ذات يومٍ مشرقٍ الفجر أغرْ
سُلب العزَّ فـلا شيء لـه ******** غير أن يقتصَّ أو أن ينتحرْ
خـلع النعـل ليلغي قصة ******** محتواها: تلك عقبى من غدرْ
يتحـدى كل طاغوت به ******** مثل (بوش) وطواغيتَ أُخَرْ!
لايرى الأقْـزام إلا دُ بَباً ******** أو ذُ باباً, أو كلاباً أو هرراً
فإَذا بـ(البوش) يَلقي مثلما ******** صنعت كفاة بـ (الرَّمز) الحجرْ
منطـق الصروخ طيشٌ بينما ******** منطـق النعل بليغ مختـصرْ
أَيـٌهَا النَعْلُ الذي عـلمنا ******** كيف نقتـصٌ به ممـن غدرْ
إنه أشرفُ نعل في الورى ******** اسألوا التاريخ واستقصوا الخبرْ
أنـه أحسـن توديع لمن ******** عاث في الأرض فساداً وفجرْ
أفتدى الساق التي طافت به ******** بين أنقاضٍ لآلاف الأسـرْ
مُـحيت أصباغه إلا دماً ******** لـشهيد أو جريح يحتضـر
مدفي الآفق جناحاً شامخاً ******** يقذف الرعب ويرمي بالشررْ
نحـن جند الله يا أعْـدائَنا ******** كلنا يلبس نعل (المنتظرْ)
فاحذرونا, واحذروا أحذية ******** تحـتوينا إنها رمز الخطرْ
أنـنا و (اللغمُ) في أقدمِنا ******** يستوي النفع لدينا والضررْ
إنَّ هذا لهـو تذكيرٌ لكم ******** ياذوي الشأن, فَهَلْ مِنْ ُمذَكِرْ