السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذه الحادثة التي حدثت في زمن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عندما هم بالخروج لمقاتلة الخوارج في النهروان وأحببت أن اتشرف بنقلها الى جنابكم الكريم عسى ان أنال بها شفاعة أمير المؤمنين يوم الورود وهي موجودة في نهج البلاغة..
عندما أمر امير المؤمنين عليه السلام جيشه بالأستعداد للخروج لمقاتلة الخوارج
سمع أحد المنجمين بذلك، وكان يزعم بانه يعرف الأوقات الجيدة والسيئة من خلال النجوم وبعض الحسابات الغامضة..
فجاء اليه وقال: ( يا أمير المؤمنين اريد ان اخبرك بأمر هام، لا تذهب في هذه الساعة وأنتظر حتى تمضي ثلاثة ساعات من النهار، لأنك اذا سرت فس هذه الساعة أصابك مكروه انت وأصحابك)
فنزل الأمام عليه السلام عن فرسه وقال للمنجم (ان فرسي هذه حامل أتدري ما في بطنها؟ هل هو ذكر أم أنثى؟)
فقال المنجم (ان أجريت حساباتي علمت ما في بطنها أذكر أم أنثى)
فقال له الأمام: ( أن القرآن الكريم يقول: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، فمن صدق قولك فقد كذب بالقرآن)
ثم توجه عليه السلام الى الناس وقال: أيها الناس، اياكم وتعلم التنجيم، الا ما ينفع في معرفة الطريق في البحر والبر، فإن النجوم تدعوا الى الكهانة، والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار)
ثم رفع يده نحو السماء ودعا الله تعالى أن يلهمهم الصبر ويرزقهم النصر، وأن يحميهم من هذه الأفكار الضالة، ثم قال للمنجم: ( سنعمل على خلاف قولك ونسير في الساعة التي زعمت أنها سيئة) وأمر بالحركة نحو النهروان.
ووقعت المعركة وحمي الوطيس، وقاتل جيش أمير المؤمنين قتالا شديدا، حتى قتلوا الأعداء بحيث لم ينج منهم إلا ثمانية ولم يقتل من جيش الأمام علي إلا أقل من عشرة أشخاص.
إنتهت المعركة ووضعت أوزارها وكان النصر من نصيب الأمام علي عليه السلام وجيشه وفرحوا فرحا شديدا وأما المنجم فلم يدري أين يخفي وجهه من شدة خجله، بعدما ثبت كذب مزاعمه، وزيف أقواله..
وأسألكم الدعاء