مقايضة بين الائتلاف العراقي والصدريين: بقاء جيش المهدي وتسليم المطلوبين
خطيب جمعة في مدينة الصدر ينتقد صمت المرجعية حول الاحداث
لندن ــ نضال الليثي
بغداد ــ كريم عبد زاير
كشف بهاء الأعرجي النائب عن التيار الصدري في البرلمان العراقي امس عن ان الصدريين والائتلاف العراقي وقعا وثيقة جديدة لحقن دماء العراقيين، في اشارة للصراع الدائر بين حكومة نوري المالكي ومليشيا جيش المهدي، تتضمن 41 نقطة لانهاء جميع الخلافات بين الجانبين في جنوب ووسط العراق ورفع الحصار عن مدينة الثورة (الصدر) وانهاء الاشتباكات الدائرة بين القوات الامريكية والحكومية والتيار الصدري الدائرة هناك والتي تسببت في مصرع واصابة مئات العراقيين.
وكان المالكي يتحفظ علي الحوار المباشر مع الصدريين لكنه قبل ذلك عبر وسطاء للتفاوض معهم. وقال الاعرجي في تصريحه لــ (الزمان) امس ان "الوثيقة لا تتضمن أي فقرة حول حل جيش المهدي وتسليم سلاحه" موضحاً انها تتضمن فقرة اخري حول تسليم المطلوبين بشبهات تتعلق بانتهاك القوانين وارتكاب اعمال اجرامية والتزم اقطاب الائتلاف العراقي الموحد الصمت ولم يعلقوا علي اجتماعات التهدئة التي لم يشارك فيها مسؤول رسمي مباشر من حكومة نوري المالكي. وهذا هو ثاني اتفاق مع الصدريين لوقف الاشتباكات، فقد فشل الاتفاق الأول الموقع بين رئيس المجلس الاعلي الاسلامي عبد العزيز الحكيم ومسؤول مكاتب التيار الصدري مقتدي الصدر قبل اشهر عدة في وقف الاشتباكات بين جيش المهدي والشرطة، ويقول التيار الصدري ان الشرطة هم عناصر فيلق بدر. ويقول مصدر عراقي مقرب من الحكومة ان المالكي غير ملزم بتطبيق اي اتفاق يتعارض مع قرار نزع سلاح المليشيات كونه التزام قطعي من المالكي ازاء الرئيس الامريكي جورج بوش اثناء تنفيذ خطة أمن بغداد. وقال الاعرجي لــ (الزمان): ان اجتماع اليوم (الجمعة) بين ممثلين عن الائتلاف والتيار قد نجح في الاتفاق علي وثيقة حقن الدماء من 41 فقرة معدلة بعد جلسة بدأت الخميس. واوضح الاعرجي ان الائتلاف قد قدم الوثيقة في اجتماع امس الاول بين الجانبين لكنه لم يسفر عن اي نتيجة بسبب رغبة ممثلي التيار الصدري ادخال تعديلات جوهرية عليها. واوضح انه عاد وفد الائتلاف الي اجتماع امس معيدا صياغة الفقرات بشكل يتناسب مع تعديلات وفد الصدريين. وقال لقد قبلنا الوثيقة بصيغتها الجديدة مع التعديلات. وحول موعد التنفيذ قال الاعرجي: ان وفد الائتلاف طلب عرضها علي رئيس الوزراء نوري المالكي قبل المباشرة في التنفيذ مستدركا ان المالكي اطلع علي نص الوثيقة المعدلة. واضاف ان الصدريين سيطلعون كوادرهم علي نص الاتفاق. وذكر انه في حال الاتفاق النهائي سوف تكون هناك هدنة مدتها 4 أيام بين الجانبين قبل انه يبدأ الجانبان في تنفيذ باقي الفقرات. وكان صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري قد قال ان "وفدا من الائتلاف العراقي عقد امس مفاوضات مع التيار الصدري لبحث الاسس التي يمكن من خلالها التوصل الي حلول لانهاء الازمة" رافضا الكشف عن مزيد من التفاصيل. واشار العبيدي الي ان الجلسة تمثل الجولة الثانية من المباحثات التي تجري في بغداد بين الطرفين بعد جلسة اولي عقدت الخميس. وشدد علي ان "المباحثات ستكون بمثابة البداية الحقيقية علي طريق انهاء الازمة". واعلن العبيدي في وقت سابق عن قيام الائتلاف العراقي بتشكيل لجنة تضم الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس مجلس النواب، وهادي العامري رئيس منظمة بدر المرتبطة بالمجلس الاعلي الاسلامي العراقي، وعلي الاديب نائباً عن حزب الدعوة ومحمد السهلاني عضواً عن الائتلاف الموحد. وقام التيار الصدري بتشكيل لجنة مؤلفة من النائب نصار الربيعي الناطق باسم الكتلة الصدرية في مجلس النواب والعبيدي والنائب محمد الكريماوي، وفقا للمصدر. من جانبه انتقد التيار الصدري الجمعة بشدة "صمت" المرجعية في النجف ازاء المعارك التي اوقعت اكثر من ألف قتيل منذ نهاية آذار(مارس) الماضي في مدينة الصدر ببغداد. وقال الشيخ ستار البطاط خطيب صلاة الجمعة في مدينة الثورة شمال شرق بغداد "منذ خمسين يوما ومدينة الصدر تقصف، الاطفال والنساء والشيوخ قتلوا بمختلف الاسلحة الامريكية والنجف ساكتة ولم تتفوه بكلمة. والظاهر انها لن تتكلم". وكان يشير بالخصوص الي آية الله العظمي علي السيستاني ابرز المرجعيات الشيعية في النجف. واضاف البطاط وهو عضو بارز في التيار الصدري "ليس هناك اي رد فعل وليس هناك اي فتوي. لماذا هذا السكوت؟ فالنجف لا تبعد عن مدينة الصدر الا 180 كليومترا" وتساءل "ألم يسمعوا القصف؟". وشدد "بالنسبة لنا التفسير الوحيد لهذا الصمت هو انكم انتم في النجف قابلون بعملية الابادة في مدينة الصدر". واوقعت المعارك بين القوات الامريكية والحكومية العراقية وجيش المهدي الف قتيل علي الاقل، بحسب ارقام رسمية عراقية. وجدد الشيخ البطاط انتقادات التيار الصدري للمالكي الذي قال "انه يستعين بدولة اجنبية ديكتاتورية لقتل شعبه" مؤكدا ان "ما تقوم به الحكومة جريمة ضد الناس" مشيدا في الوقت ذاته بــ "جيش المهدي".