العراق: قمة أزمة للخمسة الكبار تبحث الخروج من «الشلل»
دمشق تلغي مؤتمر المقاومة بضغط إيراني.. وطهران تخطط لاستخدام الورقة في اللقاء مع واشنطن
يعقد خمسة زعماءالعراق الكبار قمة يوم الجمعة المقبل في مسعى لإنهاء أزمة سياسية تسببت الى حد كبير في شل البلاد على مدى شهور. وستضم القمة الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائب الرئيس طارق الهاشمي ومسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بنوع من الحكم الذاتي وعادل عبد المهدي مساعد عن المجلس الأعلى الإسلامي الذي يقوده عبد العزيز الحكيم. وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية لـ «الشرق الأوسط» إن الاجتماع سيعقد في السابع والعشرين من الشهر الحالي. ويرجح أن يتم توسيع القمة لتشمل شخصيات أخرى أساسية مثل رئيس الوزراء المؤقت السابق اياد علاوي.
ومن المتوقع أن يناقش الزعماء موضوعات مختلفة مثل كيفية الاتفاق على تعديل الدستور ومسألة هوية مدينة كركوك النفطية الواقعة في شمال العراق على جدول الاعمال. وتواجه حكومة المالكي ضغوطا متزايدة للوفاء بمعايير حددتها واشنطن لانهاء العنف الطائفي والمضي في اصلاحات اقتصادية وسياسية. لكن النزاع السياسي بين فصائل الحكومة جعلها ضعيفة وهشة.وقال مسؤول شيعي كبير طلب عدم ذكر اسمه لرويترز «الموقف جد خطير والبلد مشلول ولذلك هم في حاجة للاجتماع لتحريك الامور للامام». وهناك حديث خلف الكواليس عن تعديل وزاري لكن البعض يعتقد أن ذلك من شأنه دفع العراق الى حافة الانهيار لان مختلف الفصائل ستحاول حينئذ اثارة موضوعات تم بالفعل الاتفاق عليها.
الى ذلك أكد مصدر مسؤول في «الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية لتحرير العراق» التي اعلن عن ميلادها في العاصمة السورية دمشق بداية الشهر الحالي عن الغاء مؤتمر للمقاومة العراقية كان من المفترض عقده امس في دمشق بحضور أكثر من ألف شخصية عراقية، حسب المصدر.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من دمشق امس ان «اسباب التأجيل جاءت بطلب سوري» مشيرا إلى «وجود ضغوطات ايرانية لدعم حكومة المالكي من جهة ولاستخدام هذا النفوذ في الحوار الذي سيجري (اليوم) بين السفيرين الاميركي والإيراني في بغداد». وكان يفترض ان ينبثق عن الاجتماع «تحالف للقوى الشعبية العراقية المناهضة والمقاومة للاحتلال».
من جهة اخرى قالت مصادر عراقية مستقلة في العاصمة السورية ان «خلافات عميقة بين جناحي حزب البعث العراقي ادت كذلك الى الغاء هذا المؤتمر الذي كان سيسيطر عليه البعث العراقي، وان هذه الخلافات قد تؤدي الى رحيل شخصيات بعثية عراقية من دمشق».