الأب غير شرعي وليس الابن غير شرعي
يبدو أنّ أغلبنا لا يحب أن يسمع او يرى الوجه الأبشع للإنسانية حينما تُظلمُ وبشدة ذالك الإنسان الذي يُسمّى ( اللقيط أو الإبن الغير شرعي )
ذالك الانسان الذي لا يملك أدنى قرار بوجوده ولا يملكُ سوى إنتظار من يلتقطُ إنسانيته فذالك الإنسان
نُبِذ من اهلهِ لأسباب تخصهم منها (الزنا أو الخوف من المشاكل) فأنكروا نسبه ووصموا جبينهُ بالعارعلى ذنبٍ لم يقترفهُ وقد يكون نتيجة زيجة لم تتمكن الأم إثباتها فخانتها إنسانيتها واتخذت ذالك القرار ألا وهو( الرمي على قارعة الطريق) تاركينة يواجه مصير مجهول و قبل كل شي يموت ملايين المرات إما من شدة البرد أو من شدة الحر أو من شدة قسوة المجتمع الذي لا يرحم يبدء حياة لم يخترها وألقاب لم يسمي نفسه بها
ومن المثير للجدل أن نخلط بين من يولد من أب غير شرعي وبين القيط الذي أحيانا ليس من أب غير شرعي
فهو يولد بلا أهل ولا عائلة ويسمى بتسمية ابن زناأو ابن حرام حتى وإن كان قد رماهُ أهلهُ بسبب ضيق العيش أو شك بالزوجة
والأدهى من كل هذا وذاك لم يُرحم لا من العرف ولا من الدين
فلا شهادة لهُ ولا احترام ويمشي وبجبينه وصمة عار لم يقترفها
نحن نسمي الإبن غير شرعي بمعنى أعطينا الحق للأب بارتكاب الجريمة وبالحقيقة الأب هو غير شرعي لأن الاب هو من رتكب الجريمة أيا كانت التبريرات لن نتمكن أن نفهم ونشعر بشعور إنسان يكتشف في يوم ما انهُ لا يعرف امهُ ولا يعرف ابوهُ وأن يعيش حتى وإن خفيَ عليه ذالك الامر
تعالوا نعد ونحصي ألاف الأطفال اللقطاء ومن أبناء غير شرعيين يُلازمهم الألم والحسرة يدفعون فاتورة تضعُ الاباء يلاقون التهم والنظرات التي تقلل من شئنهم
ولن يجد ما ينصفهم
من يرحم هؤلاء ومن ينهي تلك الثقافة ثقافة العقاب بلا ذنب
رد مع اقتباس
