رجا طلب
ليس من السهل التكهن بامكانية عقد قمة بغداد العربية في مارس القادم، ومن بين ابرز العقبات هو الملف السوري وتداعياته الاقليمية، فكما هو معروف فان الحكومة العراقية تتخذ موقفا داعما للنظام السوري والرئيس بشار الاسد وهو امر يزعج ويثير حفيظة المنظومة الخليجية والى حد كبير مواقف ليبيا وتونس ومصر والمغرب والاردن ايضا، وبالتالي فمن الصعب ضمان حضور هذه الدول للقمة اذا ما كانت بغداد مصرة على تمرير اية قرارات تتناقض مع قرارات الجامعة العربية بشان سوريا، واذا ما صحت المعلومات التى تتحدث عن شرطين خليجيين ابلغهما وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد ال نهيان الى بغداد خلال زيارة له استمرت ساعات تتعلقان بالملف السوري وموضوع الوحدة الوطنية العراقية ، فهذا يعني وبما لا يدع مجالا للشك ان هناك عقبات تعترض طريق انعقاد القمة المعطلة اصلا من العام الماضي نتيجة ثورات الربيع العربي، واذا ما صحت المعلومات عن موافقة بغداد على الشرطين الخليجيين «وهو ما استبعده» فان ذلك يعني ان القمة ذاهبة الى انعقاد فاشل، او الى فشل الانعقاد او فشل ما بعد الانعقاد بمعنى عدم تطبيق قراراتها .
ما يخالجني من شعور مبني على بعض المعلومات المتواترة من مصادر عدة ومن عدة عواصم تتحدث عن ان اصرار بغداد على حضور الرئيس بشار الاسد وحضور الرئيس الايراني foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?ي نجاد سيشكلان عمليا عقبة امام انعقاد القمة، وحتى لو حاولت بغداد شراء العرب على حساب ايران والابتعاد عن سوريا الرسمية فان ذلك سيكون بمثابة «تكتيك» سياسي اقرب ما يكون «للتقية» السياسية التى يؤمن بها المالكي وحكومته.
وبمزيد من التفسير فان بغداد ربما تعمل على «مجاملة» معارضي النظام السوري من العرب مرحليا من اجل انجاح انعقاد القمة وليس انجاحا لقرارتها، وعمليا فان هدف بغداد من ذلك هو استعادة «وجهها العربي» بعد ان طاردها «عار التبعية» الى ايران، اما بعد انتهاء القمة وبدء الاشتباك على تطبيق تلك القرارات فان بغداد جاهزة للقول «انها كانت عاصمة القمة» وبهذا الوضع ووفق النظام الداخلي هي رئيس الدول العربية حتى عام 2013 وبذلك تستطيع التعطيل ما امكن لها ذلك او التشويش على اقل تقدير لاي قرار لا يناسبها ولا يناسب حليفيها الاساسيين سوريا وايران.
اغلب الظن ان الرياض وهي المتنبهة لكل هذه التفاصيل وهي وحسب معلوماتي الشخصية لن تقبل بضمانات من تحت الطاولة من بغداد بشان مجمل موضوع القمة وخاصة فيما يتعلق بالشان السوري، فهي تريد موقفا رسميا عراقيا علنيا يتراجع عن عدم ادانة عنف النظام السوري ضد الثورة السورية وهو عمليا يشكل موقف دول الخليج العربية والاردن ومصر والمغرب وتونس وليبيا، كما سيكون مطلوبا ومن بغداد ادانة الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية، وادانة عربية للتدخل الايراني في الشان العربي بما في ذلك العراق «حسب تقدير معلوماتي».
اما السؤال وان صح ما سبق؟ هل تقبل بغداد بذلك؟ وان قبلت هل تقبل طهران به؟ وهل ستتعاطف طهران مع اهداف بغداد التكتيكية المتمثلة بعقد القمة مقابل مواقف سياسية يغلب عليها طابع الادانة للسياسية الايرانية والسورية من قبل دولة حليفة هي العراق؟؟
بسبب كل ما سبق نقول ان قمة بغداد مازالت تعيش تحت رحمة التجاذبات؟
rajatalab@hotmail.com