السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتي وخواتي....شلونكم؟؟
ان شاء الله تكونون بخير...


منتديات الفرات

الخبر صحيح واكثر من صحيح.. الى حد اني انام يوميا على هذا الخيال الى ان يصبح حقيقيا.
ثم يأخذني الخيال ويقذف بي الى مكان ابحث فيه عن انطلاق الشرارة الأولى لمضاهرة عارمة.
وكيف ستنطلق وتتجمع وينتهى بها المطاف الى محاصرة المنطقة المعزولة عن الناس، المسماة بالخضراء، ولكنها الملطخة بالأحمر الدامي لكل عراقي.


يأخذني الحدث من منطقة الباب الشرقي في وسط بغداد وفي ساحة التحرير قرب (الجنابر والبسطيات)،
والتي تحولت الى مصدر الرزق الوحيد لمئات الآلاف من العراقيين المضنوكين والباحثين عن لقمة العيش.
فاذا برتل حكومي يقترب تابع لأحدى الشخصيات المسلفنة والمعممة من المطاط المعاد إيرانية الصنع وهو يتربع داخل احدى السيارات المصفحة ضمن الرتل القادم.
فيغلقون بسببه شوارع ساحة التحرير والتي ينطبق عليها كل وصف الا (التحرير).
ليدخل المسعول، اقصد المسؤول عفوا ليس هذا بخطأ مطبعي.


وأرى في المشهد أمامي احد المواطنين وهو يركب سيارة ومعه زوجته وإبنه المصاب بشلل من أثر الأنفجار قرب وزارة الخارجية،
ويسير خلفه الرتل مسرعا ومحذرا الناس من الاقتراب منهم.
ولكن سيارته التي حملت على جسمها وفي ماكنتها معاناة العراق منذ أيام الحصار مرورا بالاحتلال.
اذا بها تتعطل فجأة وتقف مكانها بعناد.
فيترجل افراد حماية المسعول ويحيطون بالسيارة وهم يكيلون للرجل المنكوب شتى أنواع الشتائم العراقية والعجمية (حرك السيارة أبن الللللل ....).
يحاول الرجل أن يفهمهم ان ابنه مشلول ومعه زوجته،
لكنهم ينزلوه من السيارة ويضربوه ويهينوه أمام وزوجته وابنه.
انته متفتهم؟ السيد يريد يفوت .. وخر لا هسه نرميك..


فيحمل الرجل إبنه وهو يصيح بهم: ولكم كااااااااااااااااااااااااااااافي مو دمرتونة قتلتونة شردتونة .. قتلتو ابني أهنتو عرضي.. ويبدأ بالصياح.. ويتعالى الصياح وينتخي بالعراقيين من حوله:
(شبيكم ساكتين يا أهل الغيرة؟ اني مو عراقي وانتو عراقيين.. شلون تقبلون هذي الاهانة لابنكم وعرضكم..)
قال هذا بكل كبرياء مجروح.. قالها ودموع الذل تنهمل من عينيه مما حل به من مصائب.. وزوجته كانت هي الأخرى تبكي وتقول لمن حولها من المارة والباعة:
(يا اهل الغيرة.. شوكت راح تكولون لا من تشوفون امكم لو اختكم يصير بيهة الي صار؟ اذا اليوم آني باجر انتو تصيرون بهالموقف)
فيبدأ الناس في البسطيات والجنابر بالكلام والصياح على افراد الحماية.
ويتعالى الصياح فيسحب أحد افراد الحماية سلاحه ويطلق النار على احدهم فيرديه قتيلا متضرجا بدماءه،
ثم يصيح بباقي الناس ارجعوا يا كلاب يااااااا.


لكن أحد اصحاب البسطيات لم يتحمل ما رآه أمامه، فيهجم في الحال على رجل الحماية المدجج بالسلاح ويلكمه في وجهه.. ثم يأتي آخر ويسوكه بجلاق.. واذا بأصحاب البسطيات والمارة يتجمهرون حول الحماية والكل تصرخ بهم: اليوم ننعل والديكم يا سفلة.. بينما انطلقت جمهرة أخرى من المواطنين صوب سيارة المعمم، ولم ينفع زجاج سيارته المصفح في حمايته، والجميع يصرخ بصوت واحد (كافي ظلم.. كافي ظلم).. وكلما سمع عراقي هذه العبارات انضم تلقائيا الى المظاهرة دون تردد، فالكل مظلوم.. ولكل متظاهر كانت قصة ظلم تعرض لها..

وتكبر المظاهرة على نحو متسارع، وتغلق شوارع ساحة التحرير والسعدون والنضال، وينقل صحفي كان هناك ما يجري أمامه لوسائل الاعلام بهاتفه النقال، ويظهر الخبر العاجل في القنوات الفضائية.. فينضم الى المظاهرة كل من سمع بصراخ (كافي ظلم)، ويخرج المواطنون من بيوتهم، وتغلق المحلات أبوابها، والكل تنضم للمظاهرة والتي لا أحد يعلم من يقودها.. لكنها توجهت بشكل تلقائي نحو المنطقة الخضراء.. وتصل كاميرات الفضائيات في نقل حي، واذا بعراقي يصيح بعبارة مؤثرة ( يللة يا عراقيين أطلعوا اذا تريديون تعيشون بكرامة وعزة.. مو يومية ننقتل وننهان ونتبهدل.. يللة طلعو فد طلعة ونهد فد هدة ونلتم كلنة ونصيح كاااااااااااااااااااااااافي).. وفعلا يبدأ ابناء بغداد بالخروج ولأول مرة الى الشارع الاف ثم عشرات الاف ليصبحوا اكثر من مليوني متضاهر يحيطون بالمنطقة الخضراء.. وتمتنع قوات الشرطة والأمن عن مواجهة المواطنين العزل، لأنهم رأوا حتى عوائلهم في صفوف المتظاهرين..!

وتتخبط الاحزاب المختبئة والمرتعدة خوفا كيف حدث ذلك؟ وأي حزب قام بهذا؟ واية دولة جوار خططت له؟ هل هم (البعثيون الصداميون التكفيريون)؟ ويبحث كذاب بغداد قاسم عطا المكصوصي عن تصريح يقشمر بيه الفضائيات فلا يجد.. بينما شوهد عدد من الوزراء يتسابقون نحو طائرة هليكوبتر على وشك الاقلاع لتهرب بهم نحو مطار بغداد.. لكنهم لم يعلموا أن عدا من قذائف المقاومة قد تسببت في إغلاق المطار حتى إشعار آخر..

ويقترب المتظاهرون نحو البوابات..

كاتب الموضوع: عراقي غيور

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم سيف الدليمي