[
رسالة العلامَة المحقق لسان الشيعة في تفسير القرآن سماحة الشيخ الحجاري
الرميثي بعقوبة السماء التحذيرية للشعوب الرإسمالية والفردية التي تَتخبطُ الربا
الفاحش بعينه وقد سَعى الفَسادُ والفُحشُ في المُؤسَساتِ الحِكُوميَة والمَذاهب
الاقتصاديَة يَظنـُونَ إنَهُـم عالَجُوا بَرنامَج الرِّبـا مِـن أيـْدي الطَبَقةِ الفَردِيَة,
وعلى سَبيلِ الحَقائِق المُضادَةُ لِلدينِ فاختارَت الشِيُوعِيَة طريقاً لإلغاءِ المُلكيَة
الفردِيَة والرأسْماليَة اختارَت طريِق اسْتيفاء الضَرائِب الثقيلةُ وإنشاء المُؤسَّسات
آلا خيريَة فَيَعتَبرونَها شَكليَة أكثرُ مِن كونِها حَلاًّ لِمشكِلةِ الطبقيَة الرِّبَويَة ضانِين
أنّهم بذلك يُكافِحُونَ الرِّبا وهُم يَتَخَبطونَهُ ويَتَعاطونَهُ أكثرُ مِما يَتَعاطُونَهُ الطَبَقةُ
الفَرديَة عامِلينَ بهِ بأنَهُم حائِزينَ على اسْتفتاءاتٍ شَرعيَة مِن يَـدِ الفُقهاءِ والعُلماء
تَجْوِّزا ً لَهُم في قِلَّةِ أرباحِ المالِ المَصرُوف فَسَّمُوهُ بِألسِنَتِهِم الباغيَة لَيْسَتُ بِرِّباً
فَصَرَفوهُ بألسِنِتِهِم وبأسْماءٍ ما أنزَّلَ اللهُ بِها مِن سُلطانِ,, وعلى هذا الدَّعم
ألرِّبَوي تَعاطُوهُ هؤلاء المُرابينَ بحِيلَةٍ شَرعيةٍ على إنَهُ قُرْضاً أو مِنْحَةً أو رِهاناً
مُقابلُ مادَةً لِلعامِلينَ الضُعفاء وتارَةً يُسَِّمُونَهُ سِلفَةً وأخْرى تَسْهِيلات مَصرفيَة
لَطَبَقَةِ الناشِطَة ذلِكَ لِتَحسِين اقتِصادِهِم الوَطني وإنشاء الدُور السَكنيَة وبِفَوائِدٍ ضَئِيلَةٍ
أي ضَعِيفَة قَليلَة فاْتضَحَ لَّـنا فـي مَوارِدِ القرآنِ أنَّ واحِـداً مِـن هـذهِ الأهْـداف
الشيطانيَة التي يَسْعى لها الإسلامُ هُـَوَ إزالَة هـذهِ الفَوارق الغيـرُ العادِلَة الناشِئَة
مِـن الظُلمِ الاجْتماعِي بينَ الطبقتين الغنيَة والفقيرَة إذا فُضِّلَ مالٍ يُقابِلُهُ عِوَضُ
في معاوَضَةِ مالٍ بِمالٍ إنْ قلَّت الفائِدَة أو كَثـُُرَت فَهُوَ رِّبـاً ِبعَينِه كَما لوْ اتبَعَهُم الحَقُّ
على بَغيِهِم لأخْتلََ النظام الكَوني وهَوى ولكن يأبى اللهُ أن لا تُفسَدَ الأرضُ وتََتَبِع أهوائََهُم,,
أليسَ على رَأسِِ الصِّراطِ واعِظُ اللَّهِ في قَلْـبِ كُـلِّ مُسلمٍ يَعني حُجَجَهُ التـي تَنْهاهُ عَـن
الدُخول فِيـما مَنَعهُ اللَّه مِنهُ وحَرَّمهُ عَليهِ مِن تِلكَ البَصائِرُ التي جَعلها فيهِ,,
أنْ لا يََأتي على الناسِ زَمانٌ يُسْتَحَلُّ فيهِ الرِّبا بالبَيْع، والقتلُ بالمَوْعِظة, هـُوَ أن
يُقْتَلَ البَريءُ لِيَتَّعِظَ بهِ المُريب,, والاسْتِفادَة مِن مَعنى الآية وتَأوِّلُها أقولُ
أنْ يَتركُوا عَلماءُ الفِقه وخُطباء المَنابر كُلُّ وََعظٍ ما شَرعَ اللهُ بِهِ مِــن حَلالِ وحَرامٍ
ويَهتَمُوا أكثــرُ حُرْصاً فــي سَّــدِ ضَوارعِ الرِّبا لأنَهُ هُوَ الفُحشُ الناشئ الخَطير في
اضْمِحلالِ الخَيراتِ وبِعدَّمِ تَعاطي الزَكَواتِ والصَّدَقاتِ المَسْنونَةِ شَرْعاً الذي يُؤدي
إإلى زُلزلَت الأرض في المُجتمعاتِ الرابيَة وهِيَّ كنايَةٌ عَن التخويفِ والتَحذير،
أَي سَوفَ يَجْعلُ اللهُ أَمرهُم مُضْطرباً مُتقلقِلاً غير ثابٍ أو كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صَرْصَرٌ
أَصابَت حَرْثَ قومٍ, آو تَمْطُر السَماء عَليهُم تُراباً فَيَمُوت الكثير مِنهم بِسَببِ أمْراض
القلب والرِّئَة كَما جاءَ في التنزيل (فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ) التَّهْلُكَة مِن نَوادرِ
المَصادِرِ الإلهيَة ليَستُ مِما يَـجري علـى القيـاسِ بالمَـوت المُفاجـئ بِمَـرضِ الدَمـاغ
والشَلل والحَرثِ والنَسْلِ فَقط, وإنَما يَجري الهَلاكُ عَليهُم بأنواعِ العَذابِ وفي
الحَديث ما خالَطت الصَدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْلَكَتهُ, بَلْ هُوَ حَضٌّ على تَعجيلِ ا لزكاةِ مِن قبل
أَنْ تَختلطَ بالمالِ ألرَبوي بعدُ وجُوبِها فيهِ فتذهبُ بهِ كَما وردَ بِهلاكِهِم قرآناً
(وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) أي لِوقتِ هِلاكِهم أجَلاً ,, والحَمدُ للهِ رَبِ العالمينَ,,
حمل رابط تفسير آية الربا الفاحش يرحمكَ الله