ضمن سلسلة الحوارات البصرية التي يقدمها المركز الثقافي الملكي ويديرها د. مازن عصفور ، نظم المركز لقاء حواريا حول مشاركة المؤثرات والاحتكاكات المتبادلة على أصعدة المحتوى والخطاب الفني خلال الثلاثة عقود الأخيرة ، ويشارك في اللقاء الناقد حسين نشوان والتشكيلي مؤيد البصام.
في بداية اللقاء قال الفنان والناقد التشكيلي حسين نشوان: نتحدث عن ثقافة منطقة واحدة ، والثقافة التي نتحدث عنها الان الثقافة البصرية ، هنا او في العراق ومصر وسورية والجزائر ، ونحن اخذنا ثقافتنا البصرية عن الغرب ، ولهذا لايمكن ان نتحدث عن التاثير المضاد والجديد ، ولا يمكن ان نحدد لحد الان ملامح الحركات التشكيلية في الوطن العربي ، الحركة التشكيلية بشكل عام غير ناضجة ، وما زالت تبحث عن هويتها ، الحقيقة في هذا الحديث نتحدث عن اللوحة التشكيلية في الوطن العربي وهنا ممكن الحديث عن تجارب ولايمكن الحديث عن حركة ، عندما جاء الفن العراقي الى الاردن جاء احادا ، لم ياتي يحمل حوارا للفن التشكيلي في العراق مع الفن التشكيلي في الاردن ، جاء بتجارب تجارب كثيرة جاءت ما هو قوي وما هو ضعيف ، نحن نتحدث عن تاثير خلال عقدين او ثلاث عقود عن قاعدة فنية.
من جهته قال الناقد والتشكيلي مؤيد البصام "عندما ندرس الحركة الفنية الاردنية ، لا نجد اختلافات كبيرة بين ما حدث للفن العراقي وبين ما حدث للفن الاردني ، ولكن الاختلاف في الاولى عنصر اجنبي في التاثير وفي الثانية عنصر من المنطقة وجزء منها ، فكريا وتاريخيا واقتصاديا وملتحم في العلاقات الاجتماعية ، فان الساحة الفنية الاردنية كانت تتجاذبها حالة الواقع الفكري والاجتماعي انذاك ، ولم يستطع الفنانون الذين درسوا في الكليات الفنية العربية والاوربية ، من احداث تاثير ينقل متابعة الفن من النخبة الى الحالة الجمعية ، وذلك بسبب كما ذكرنا الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ، فظل البناء الفني يرضخ تحت مفهوم الواقعية ، مع بعض الاستثناءات ، والتي لم تشكل خرقا للمفاهيم البصرية عند اغلبية الجمهور ، وفي فترة نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات ، وبالاخص اثناء الحرب الايرانية العراقية ، حدثت هجرة واسعة للعراقيين من مختلف الشرائح الثقافية ، وكان من بينهم فنانين وادباء ، وحدث الاحتكاك كون الكثير منهم يرتبط بزملاء في الاردن درسوا الفن في الجامعات العراقية ، وكما حدث مع العراقيين والبولنديين ، فقد بدات مرحلة اندماج في الرؤية الفنية ، وكسب خبرة في المنطلقات الفكرية والتقنية ، وشجع وجود الفنانين العراقيين ، الفنانون الاردنيون على تخطي الحواجز الاجتماعية والثقافية ، التي كانت تحول دون اتخاذهم موقفا يطيح بالعقلية المتوقفة على زمن بائد".