لي في نفسي صديق يعزيني إذا ما اشتدت خطوب الأيام ويواسيني عندما تلم مصائب الحياة، ومن لم يكن صديقاً لنفسه كان عدواً للناس، ومن لم يرى مؤنساً من ذاته مات قانطاً لأن الحياة تنبثق من داخل الإنسان ولن تجيء مما يحيط به، جئت لأقول كلمة سأقولها، وإذا أرجعني الموت قبل أن ألفظها يقومها الغد، فالغد لا يترك سراً مكنوناً في كتاب اللانهاية.
جئت لأحيا بمجد المحبة ونور الجمال وهاأنذا حي و الناس لا يستطيعون إبعادي عن حياتي، إن سلبوا عيني تمتعت بالإصغاء ولأغاني المحبة وألحان الجمال، وإن طمسوا أذني تلذذت بملامسة أثير ممزوج بأنفاس المحبين وأريج الجمال، جئت لأكون الكل بالكل والذي أفعله اليوم في وحدتي يعلنه المستقبل أمام الناس والذي أقوله الآن بلسان واحد، يقوله الآتي بالسنوات العديدة.؟!
* سئل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
"كم صديق لك؟ قال لا أدري الآن! لأن الدنيا مقبلة علي والناس كلهم أصدقائي وإنما أعرف ذلك إذا أدبرت عني فخير الأصدقاء من أقبل إذا أدبر الزمان عنك