بعد زيارة فرقة جورج ابيض للعراق سنة 1926 وعرض عدة مسرحيات على مسرح سينما الوطني منها عطيل وعنترة , تحمس بعض الشباب الهواة للعمل المسرحي رغم الصعوبات التي واجهتهم وقساوة القيود العائلية والعادات, وقام محمد خالص الملا حمادي وهو من عائلة محافظة بتأسيس اول فرقة تمثيلية واخذ يعرض المسرحيات التاريخية و تلى ذلك تاسيس فرق عديدة منها فرقة المعهد العلمي وجمعية احياء الفن والفرقة العصرية والفرقة الشرقية خلال سنة 1927.
و كان العراق من الدولة السباقة في المنطقة في تاسيس المسرح والمسيقى وقد تأسس التلفزيون العراقي في العام 1956 عندما عرضت شركة (باي) منظومة تلفزيونية متكاملة في معرض لها أقامته في بغداد، وقد أعجب ملك العراق الشاب آنذاك فيصل الثاني بتلك المنظومة وقرر شراءها ليكون التلفزيون العراقي من أقدم التلفزيونات في الشرق الأوسط والأول في العالم العربي.
لقد فوجئ الشعب العراقي بقرار وزارة التربية العراقية بمنع تدريس مادتي المسرح والموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد ورفع التماثيل من مدخل المعهد دون إبداء الأسباب، بعض الطلاب يرجحون أن يكون السبب وراء المنع هو اراء للبعض بتحريم المسرح و الموسيقى. واعتبر ضياء الشكرجي، الكاتب العراقي أن منع تدريس مادتي المسرح والموسيقى في المعهد باعتبارهما "حراماً" هو رأي فردي لبعض الأشخاص في الأحزاب الدينية ومنافٍ لرأي أغلب الفقهاء والمراجع الدينية.

وكانت بعض الأحزاب الإسلامية قد عارضت إقامة مهرجان بابل الدولي هذا العام ثم أعقب ذلك اتخاذ وزارة التربية العراقية سلسلة من الإجراءات بحق معهد الفنون الجميلة في بغداد ويخشى الطلاب من أن يطول الحظر أقساماً أخرى مثل الإخراج والتصوير والرسم والنحت بداعي التحريم الشرعي.
لا اعرف اذا ماكان هذا الحظر هو رغبة الشعب العراقي او هو نتيجة للتاثيرات الخارجية من دول الجوار التي تحاول ان تصدر الى العراق مفهومها الخاطي للاسلام, ان جميع الحكومات المتعاقبة في العراق لم تحرم الفنون, اذ انها جميعا تدرك ان الفنون هي وسيلة لتهذيب الروحة الانسانية و لنشر الثقافة بشكل عام. ان مثل هذا التزمت وحظر الحريات لن يدوم في العراق، فهناك مناخ بالبلاد رافض لكل هذه الإجراءات، وستعلو أصوات المثقفين وأصوات محبي الإبداع والحرية من أجل رفض كل تلك التاثيرات المستوردة من دول الجوار والحول دون امتدادها فنحن لا نريد ان يكون العراق دولة تدار بالقمع و تقييد الحريات.