منتديات الفرات
النخيل-التقت مجلة "نيوزويك" الأمريكية مع لطيف يحيى شبيه الراحل عدي حسين نجل الرئيس العراقي المقبور صدام حسين، والذي وصف الفترة التي قضاها مجبرا في العمل كشبيه لعدي حسين بأنها الفترة التي تزا وج بها مع الشيطان.
وروي يحيى قصة اختياره لهذه المهمة الصعبة، قائلا:أرغموني على الوقوف خلف نجل صدام، وشاءت الأقدار أن أنجو بحياتي بينما هو يلقي مصرعه الأليم، ولكن الظروف لم تمهلني حتي آخذ بالثأر لنفسي.
واستطرد يحيي:في أواخر عام 1980، كنت أعمل كضابط في الجيش العراقي، وذات يوم تلقيت رسالة بأن أحضر إلي القصر الملكي في بغداد في غضون 72 ساعة، وعندما وصلت تبينت أن الاستدعاء كان لمقابلة عدي حسين النجل الأكبر لصدام حسين، والذي قال لي:أريد منك أن تكون "فداي"، في البداية لم أفهم مقصده، فسألته:تقصد أن أكون حارسك الخاص؟، قال عدي:لا، بل أريدك أن تكون دوبليري الخاص، أي شبيهي، فأنت تشبهني كثيرًا.
وأضاف يحيي وهو شارد:شعرت وكأن شخصًا ضربني علي رأسي بمطرقة، وسألته:هل لدي خيار؟، وحتي هذه اللحظة كنت مازلت غير مصدق لكلامه، ظنا مني أنها مزحة، ولكنه أجابني:إذا رفضت، يمكنك العودة للجيش، فليس لدينا مشكلة شخصية معك، ولكنها كانت كذبة، فحالما غادرت القصر، قام حراسه بإلقائي في صندوق سيارة وأخذوني إلى السجن، الذي تم طلاؤه باللون الأحمر، الذي أبقاني طول الوقت متوترا ومضغوطا ومرتبكا، فقد تعمدوا طلاءه بهذا اللون ليذكرني دائما بالدم.
وقال يحيي:أبقوني في هذا السجن لمدة أسبوع، حتي طلب عدي أن يراني مرة أخري، فكان يقصد تحطيمي نفسيًا، ولكنه في هذه المرة كشف عن أنيابه صراحة، وهددني باغتصاب شقيقاتي، اللاتي كن صغارًا في ذلك الوقت، وعلي الفور وافقت بشرط أن يترك عائلتي وشأنها، وكانت بداية ازدواجي مع الشيطان.
ويحكي يحيي في مرارة شديدة:الاغتصاب والتعذيب والقتل، كان مرضًا مزمنا لدي عدي، حتي أنه اغتصب ملكة جمال العراق آنذاك، وحاول والدها رفع شكواه إلي صدام، فطلب مني عدي أن أصيب والد الفتاة بطلق ناري في رأسه، لكنني رفضت وذهبت كالمجنون وأمسكت سكينا، وقطعت معصمي أمامه، فصدم مما فعلته، وتم نقلي إلى المستشفى، ومنذ ذلك الوقت لم يطلب مني إطلاق النار مرة أخرى علي أحد.
وأضاف بالرغم من انني أفلت من العراق في أوائل 1990، إلا انني قضيت 5 سنوات بعد ذلك في العلاج النفسي، لمعالجة تأثير الأمور التي شاهدتها علي نفسي، فقد قضيت سنوات من عمري بين مشاهد غير إنسانية، تعج بالتعذيب واختطاف الفتيات والاغتصاب، حتي أنني حاولت الانتحار مرتين إحداهما عن طريق الحبوب، والثانية حاولت شنق نفسي، فقد كنت في غاية الإحباط، وظللت خاضعا للعلاج لسنوات تناولت فيها الكثير من المخدرات المهدئة والمنومة، تحت الإشراف الطبي، كما كنت مصابا بالأرق الشديد الذي يبقيني مستيقظا حتي 5 أو 6 صباحا، فضلا عن الكوابيس التي تطاردني إذا خلدت للنوم.
واستطرد:في عام 2003 كنت أشاهد الأخبار من مكتبي في مانشيستر، بانجلترا، وعندما سمعت أن الجنود الأمريكيين قتلوا عدي، كان بيدي فنجان من القهوة حطمته في شاشة التليفزيون، فقد كنت غاضبا جدا، ولم أكن أريد أن أرى عدي يقتل، أردت أن يحاكم على كل جرائمه، وأردت أن أكون في محاكمته، لأقول انظروا ماذا فعل هذا الرجل فيّ، كنت أريد العدالة.