مضخة القلب والرئة الصناعية... معجزة الطب في القرن العشرين
</B>
سومريون.نت
22/04/09
عدد الزيارات للموضوع 942
الدكتور foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? غني الخفاجي
طبيب التروية ومضخة القلب الصناعية
مركز الناصرية للقلب
يعتبر أكتشاف جهاز مضخة القلب والرئة الصناعية معجزة الطب في القرن العشرين , وتأتي اهمية هذا الجهاز في كونه قد احدث انتقالة نوعية وطفرة كبيرة في عالم جراحة القلب المفتوح, اذ لم يكن باستطاعة الطبيب المعالج لمعظم المرضى المصابين بامراض القلب والتي تحتاج الى تداخل جراحي سوى( الدعاء) لانقاذ حياتهم.. حتى منتصف القرن العشرين حيث مكن اختراع مضخة القلب والرئة الصناعية الجراحين من اجراء التداخلات الجراحية للالاف من المرضى وانقاذ حياة معظمهم ويقدر عدد العمليات التي تجرى اليوم باستخدام مضخة القلب والرئة الصناعية وتقنيات الدوران خارج الجسم بحوالي( 2000) عملية يوميا في كل ارجاء العالم.
وتقوم مضخة القلب والرئة الصناعية باداء وظيفة القلب والرئتين اثناء اجراء عمليات القلب المفتوح حيث يتم فيها استقبال الدم من الجهة اليمنى للقلب من خلال قنيه (كانيولا) تزرع في الاذين الايمن او الوريدين الاجوفيين الاعلى والاسفل ويجمع الدم في المستودع الوريدي ومن ثم تتم عملية التبادل الغازي من خلال المؤكسج وتنظيم درجة حرارة الدم من خلال المبادل الحراري وبعدها يعاد ضخ الدم الى الدورة الدموية من خلال قنيه (كانيولا) تزرع في الشريان الابهر.
ويعتبر العالم جون كبن ( (John Gibbon مخترع ورائد تصنيع مضخة القلب حيث ابتدأ ابحاثة في بداية ثلاثينيات القرن الماضي واستطاع في العام 1937 من صناعة اول مضخة والتي قام بتجربتها على الحيوانات ولكنه واجه العديد من المشاكل كان اهمها انها كانت صغيرة جدا بحيث لم تنجح في التجربة على( الكلاب) بينما كانت ملائمة (للقطط) وان الكثير من الحيوانات قد ماتت اثناء التجارب نتيجة (تحلل الدم ) الناتج من اضطراب عملية تخثر الدم وكذلك الصمات الهوائية (air embolism ) والتفاعلات بين الدم والسطوح الغريبة لانابيب الماكنه.
ادى اكتشاف الهيبارين ( (Heparin في عام 1939 الى التغلب على مشاكل تحلل الدم التي كانت تنتج من التخثر الدموي , وكان العام 1946 الانطلاقة الكبرى في مجال صناعة مضخة القلب حيث التقى الدكتور Gibbon مع المهندس ثوماس واتسن Thomas Watson والذي كان يشغل منصب مدير الاتحاد العالمي لتجارة المكائن IBM والذي قدم بدوره كافة التسهيلات الفنية والدعم المالي للدكتور Gibbon والذي بدوره استطاع من تطوير ماكنته ليصل الى مستوى تقني متقدم خفض نسب وفيات ( الكلاب) اثناء التجارب من 80% الى 10% وفي نفس الوقت عمل الدكتور Bill Bigelow على تطوير تقنية التبريد من خلال استخدام بطانية التبريد واكياس الثلج لتبريد الكلاب حتى درجة حرارة 20م˚. وطور العالم السويدي Viking Olov وبمساعدة زوجته المهندسة الكيمياويه مؤكسج متعدد الشرائح والذي كان له الاثر الكبير في رفع كفاءة مضخة القلب .
واجرى العالم Lillehei عدة عمليات للقلب المفتوح باستخدام طريقة الدورة الدموية العابرة( Cross Circulation ) من خلال ربط الدورة الدموية للمريض بدوره دموية لشخص سليم اخر غالبا مايكون احد والدية ليقوم قلب ورئة المتبرع بعمل ضخ واكسجة دم المريض اثناء العملية وقد فشلت هذه الطريقة لخطورتها على كل من المريض والمتبرع واجريت ثمان عمليات بهذه الطريقة فقط.
وكان يوم6/5/1953 يوما تاريخيا في جراحة القلب المفتوح حيث اجرى فيه الدكتور Gibbon اول عملية باستخدام مضخة القلب والرئة الصناعية لاصلاح عيب في الحاجز بين الاذينين لشابه تبلغ من العمر 18 عام والتي تكللت بالنجاح ومنذ ذلك التاريخ اصبح استخدام مضخة القلب والرئة الصناعية شائعا في جميع مراكز جراحة القلب في العالم وسهلت الابحاث في مجال علم الدوران خارج الجسم وتقنيات الارواء والتبريد وحماية عضلة القلب من انتشار جراحة القلب المفتوح على نطاق واسع واجراء التداخلات الجراحية المعقدة في القلب وتطورت مضخات القلب بشكل كبير في الاعوام اللاحقه ووصلت ذروتها في الاجيال الحاليه والتي صنعت فيها مضخات تعتمد التقنيه الرقمية وانظمة المراقبة المستمرة لغازات وشوارد الدم وقيم منفصل الدم (Hct ) وانظمة الامان المتطوره التي تحد من وقوع الحوادث اتناء عمل المضخة.
وفي العراق استخدمت مضخة القلب والرئة الصناعية لأول مرة في جراحة القلب المفتوح في عام 1946 وكان اول من عمل عليها هو الاستاذ الدكتور حميد العاني –استشاري جراحة القلب- حاليا , حيث يعد من رواد جراحة القلب وأول من عمل على مضخة القلب والرئه الصناعية في العراق بعد ان تلقى تدريبا في الدنمارك في ذلك الوقت , وتعتبر السيدة سعاد اكبر محمد الان من اقدم العاملين على مضخة القلب في الوقت الحالي والتي اكملت تدريبها في المملكة المتحدة اواخر سبعينيات القرن الماضي وتعمل الان في وحدة ماكنة القلب والرئة الصناعية في مركز ابن البيطار لجراحة القلب في بغداد , وكذلك يعتبر الدكتور موفق بديل من أوائل الاطباء الذين عملوا في مجال التروية ومضخة القلب والذي يدير الان وحدة ماكنة القلب في مركز ابن البيطار لجراحة القلب.
وستستخدم مضخة القلب والرئة الصناعية خارج بغداد وكردستان لأول مرة في مركز الناصرية للقلب لأجراء عمليات القلب المفتوح في الايام القليلة القادمة حيث ستدخل مدينة الناصرية التاريخ في هذا المجال بعد ان استكملت مستلزمات صالات القلب المفتوح في رحلة من العمل الشاق امتدت على مدى السنتين والنصف من تدريب للملاكات وتجهيز للاجهزة التخصصية في وقفة مشهودة للحكومة المحلية في محافظة ذي قار ودائرة صحة ذي قار ومساهمة وزارة الصحة والمتابعة والاشراف المباشر للسيد نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي وجهود لايمكن ان تصفها كلمات للدكتور عقيل سلمان صالح الذي كان لولب هذه العملية ومحركها الذي لايهدأ .
وقد جهز مركز الناصرية للقلب بأحدث ماتوصلت له التكنولوجيا في مجال صناعة مكائن القلب الصناعية من نوع (Maquet) موديل 2008 والتي تستخدم الان في احدث مراكز القلب بالعالم , وتفتقر اليها الكثير من مراكز القلب في اماكن اخرى من العالم.