أقيم صباح اليوم الجمعة المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة النهائية لبطولة كاس الخليج التاسعة عشرة، التي ستجمع بين المنتخبين العُماني صاحب الأرض والجمهور ونظيره السعودي، وحضر المؤتمر الفرنسي كلود لوروا مدرب المنتخب
العُماني إضافة إلى البرازيلي لويس إينارا مدرب اللياقة البدنية للمنتخب السعودي والذي يحضر دائماً المؤتمرات الصحفية بالإنابة عن ناصر الجوهر مدرب الأخضر الذي لا يفضل حضور المؤتمرات الصحفية التي تقام قبل المباريات.
وافتتح لوروا الحديث وتكلم عن المباراة النهائية فقال : "لقد تأهلنا مرتين إلى النهائي في البطولتين الأخيرتين، ولكنها أول مرة نتأهل أمام المنتخب السعودي، وبالتأكيد فإن المنتخب السعودي منتخب بالغ القوة، له تاريخ عريق وحصل على
البطولة ثلاث مرات من قبل وأنا شخصياً أعرف المنتخب السعودي منذ عام 1985 عندما كنت مدرباً لمنتخب الكاميرون
وواجهنا السعودية وقتها في البطولة الأفروآسيوية، وبالإضافة إلا أن السعوديين يملكون تاريخاً عريقاً فهم أيضاً يمتلكون منتخباً جيداً وسريعاً ويمتاز بالقوة الهجومية والأداء الدفاعي الصارم، ولكننا أيضاً منتخب جيد يمتلك الطموح للفوز بالبطولة
لأول مرة في تاريخه، لإسعاد الجماهير الغفيرة والوفية التي ساندتنا طوال البطولة.
وتطرق لوروا للحديث عن تشابه المنتخبين في أنهما لم تهتز شباكهما حتى الآن فقال: "إن القاعدة تقول إن الفرق
القوية والتي تذهب بعيداً في البطولات الكبرى، هي التي تمتلك دفاعات قوية وهو ما تحقق تماماً في هذه البطولة
والدليل على ذلك أن المنتخبين لم يستقبل مرماهما أي هدف، ولكني أحب أن أزيد أن منتخبنا يمتاز بوجود حارس
عملاق ومتميز تصدى للعديد من الكرات الصعبة، وهذا لا يعني أنني أقلل من مستوى الحارس السعودي ولكني فقط
أشير إلى أن الحبسي تصدى لكرات أكثر وهجمات أخطر".
الضغط النفسي
وفي سؤال عن الضغط النفسي الذي سيتعرض له المنتخب العُماني خلال المباراة على اعتبار أن المباراة تقام على
أرضه ووسط جماهيره المتحمسة بشدة، أوضح لوروا أنه ليس من السهل التعامل مع هذا الجو وهذا الضغط العصبي الكبير، ولكننا أعددنا اللاعبين نفسياً لعدم التركيز مع الجمهور والتركيز فقط في الملعب وفي أحداث المباراة، ولكن
الأهم بالنسبة لنا أن اللاعبون متحفزون للحصول على اللقب لأن معظم لاعبي هذا الجيل لن يتمكنوا من لعب كأس
الخليج مرة أخرى في عُمان، لذلك فهم يريدون أن يسطروا أسماءهم بأحرفٍ من ذهب في سجلات كأس الخليج وهم مؤهلون لذلك.
وتعرض لوروا لسؤال عن التغييرات المحتملة في صفوفه واللاعبون الذين سيغيبون عن المباراة النهائية، إلا أن المدرب
الفرنسي المخضرم رفض تماماً الإجابة على هذا السؤال وقال مبتسماً : "إن الجميع سيرى في الملعب ماذا أعددنا للمنتخب السعودي".
التصفيات الآسيوية
وتطرق لوروا للحديث عن أنه سيضطر للعب أولى مبارياته في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الآسيوية بعد انتهاء المباراة النهائية في البطولة بــ48 ساعة فقط، وأوضح أنه أعد العدة لذلك خاصة أنه يمتلك عدد كبير من اللاعبين الجاهزين في
جميع المراكز، ولكن المشكلة السعيدة (على حد وصفه) تكمن في أن اللاعبون إذا تمكنوا من الفوز بالبطولة فسيعيشون أفراحاً عامرة وستكون سعادتهم غامرة باللقب الأول، وهو ما سيؤثر بالتأكيد على استعدادهم النفسي
لمباراة التصفيات، إلا أن الجهاز الفني استعد لذلك تماماً، وأردف أنه لا يشعر بالقلق من هذا الموقف على الرغم من صعوبته.
واختتم لوروا حديثه قائلاً إنه قبل البطولة كان لديه انطباع جيد عن المنتخب السعودي ولكن هذا الانطباع تأكد تماماً في
البطولة، وهو يعرف كيف سيتعامل مع المنتخب السعودي في المباراة التي يتمنى أن تخرج قوية وتليق بالجماهير
الغفيرة المتوقع حضورها وباسم المنتخبين وبالعطاء الذي قُدم منهما طوال البطولة.
الأخضر مستعد
وتحدث لويس إينارا مدرب اللياقة البدنية في المنتخب السعودي فقال إن المدرب ناصر الجوهر استعد جيداً للمباراة النهائية، وأضاف أن المنتخب السعودي عندما يدخل أي مباراة أو بطولة فيكون هدفه هو الفوز بها وحصد لقبها، والجوهر
استعد تماماً لمواجهة المنتخب العُماني ليس من الآن ولكن قبل أن تنطلق كأس الخليج، "فنحن وضعنا كافة الاحتمالات لمواجهة المنتخب العُماني ومنها مواجهته في النهائي، وهو ما تحقق ونحن بالتأكيد مستعدين لذلك".
وعن الحضور الجماهيري المتوقع في المباراة النهائية وهل سيشكل ضغطاً نفسياً وسيؤدي لارتباك اللاعبين السعوديين
خاصة في أول اللقاء أوضح إينارا أنه لا يعترف بتأثير الجماهير على اللاعبين فالجماهير لا يدخلون إلى أرض الملعب ولكن
الذين يدخلون إلى أرض الملعب هم 22 لاعباً من المنتخبين فقط، وعلى أية حال فإن لاعبي المنتخب السعودي يملكون
خبرات واسعة تساعدهم على التعامل مع هذه الظروف، وسيسعى اللاعبون إلى تحييد الجمهور الحاضر بقدر الإمكان.
البداية الهادئة
وسئل إينارا عن البداية الهادئة للمنتخب السعودي في جميع مبارياته وهل سيغير تكتيكه خاصة أنه سيواجه منتخباً بدأ
جميع مبارياته بقوة بحثاً عن هدف السبق واستفادة من الدعم الجماهيري، وأجاب إينارا قائلاً : "لكل مباراة ولها ظروفها
الخاصة، وبالتأكيد فإن المنتخب السعودي سيتعامل مع المباراة القادمة بشكل مختلف وبأسلوب يتناسب مع طبيعة أداء المنتخب العُماني".
واستطرد إينارا:
"دائماً ما يقول ناصر الجوهر إن الشوط الأول هو شوط دراسة الخصم والشوط الثاني هو شوط الحسم، وبصورة عامة فإن
أسلوبنا وأداءنا يتغير من مباراة لأخرى فعلى سبيل المثال عندما واجهنا المنتخب اليمني كنا أكثر انفتاحاً وهاجمنا منذ
الدقائق الأولى بحثاً عن هدف السبق، أما مباراتنا مع المنتخب الإماراتي فقد بدأناها متحفظين ثم انطلقنا في الشوط الثاني.
وعن الغيابات المتوقعة في صفوف الأخضر قال مدرب اللياقة البدنية للمنتخب السعودي: "لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، فنحن نمتلك جهازاً طبياً يقوم بالتقييم وبإعادة التقييم، ولا يمكن أن تعرف جاهزية اللاعب المصاب إصابة خفيفة
إلا قبل المباراة مباشرة، كما أنه يتبقى على النهائي وقت كبير من الممكن أن تتغير فيه الكثير من الأمور، فعلى سبيل
المثال قبل لقاء السعودية والكويت أعلننا أنه لا توجد إصابات ثم تعرض اللاعب خالد عزيز لإصابة طفيفة قبل اللقاء ولم يشارك".
واختتم إينارا حديثه قائلاً إن المباراة النهائية ستكون بين منتخبين قويين استحقا أن يصلا إليها، وهما متشابهان في
الكثير من المعطيات الفنية، وفي النهاية هناك فائز واحد فقط في اللقاء، ويجب تقبل ذلك بروح رياضية من الجميع.