عندما يكون الجمال تفقد بعضا من ثقتك توازنك قوتك جرأتك .. في حضرة الجمال تنسى ذاتك وبطريقة أخرى تفكر في ذاتك .. تفكر في كيف ينظر إليك كل هذا الجمال الذي حولك ..
عندما يكون الجمال تحاول أن تمسك بالقوامة بيدك .. تحاول لملمة تطايرها من بين يديك .. تلتفت لها خلفك .. تنظر عن يمينك .. عن شمالك.. لتسترد ما أذهبه منها الجمال ..
في حضرة الجمال تحاول أن تكون قريبا منه .. تريد أن تلامسه .. تارة عمدا وأخرى بعفوية مبالغ بها .. تحاول الالتفاف عليه .. تتساءل بصمت كيف لك أن ترتوي من كل هذا الجمال ؟
عندما يحل الجمال ضيفا عليك تتمنى لو كنت كل المواهب .. تتمنى لو كنت أنت من كتب قصيدة نزار.. وأنت من رسم لوحة بيكاسو.. وأنت من لحن موسيقى بيتهوفن .. وأنت من سجل هدف ماردونا في الانجليز ..
تتمنى لحظتها حكمة لقمان .. وفلسفة سقراط .. وشجاعة المتنبي .. وقوة عنتر .. وشاعرية شكسبير.. ووسامة دون جوان .. وثروة الوليد ..
تتمنى أنك أنت من صدح بالورد جميل .. وبلبل حيران .. وعلى قد الشوق.. وحلوين من يومنا .. و( أُلي حاقة أي حاقة ) .. ومقادير.. وليلة خميس وحتى لو كانت ليلة جمعة المهم أن تلوي عنق الجمال إليك .. تريد بكل أنانية البشرية أن يكون هذا الجمال لك وحدك ملكك .. ترتبه تارة .. وتبعثره تارة أخرى .. تهمس له .. وتلامسه .. تقبله .. وتأخذه بين يديك ..
عندما يزداد الجمال رونقا ونظاما واتزانا عندها تتمنى أن تكون قويا شقيا متزنا ظريفا عاقلا مجنونا فوضويا مدهشا مبهرا .. تتمنى أن تجمع بين كل المتناقضات والمترادفات لترضي فتنة وجمال ذلك الجمال ..
عند حضور الجمال تتمنى لو تستحضر لب ما قرأته في الأدب .. في الاجتماع .. في الفلسفة .. وفي الفكر.. في علم النفس .. في التاريخ والجغرافيا .. وحتى في الرياضيات تريد أن تحكي للجمال أجمل الحكايات وأمتع القصص وأفضل ما قرأت ..
عند حضور الجمال تزدجر من سرعة الوقت تلعن الساعة وبق بن و قرينتش وتلعن من أخترع تلك العقارب التي لا تكف عن دورانها .
إنه الجمال الذي تريد أن تسعد به و تسعده .. تنبهر به و تبهره .. تتأمله و ترضي غروره .. معه تنسى الوقت وتود لو تنسيه نظراته المتكررة إلى ساعته ..
تحية وإلى اللقاء في جمال آخر..
ارق التحايا
صكر