احيانا نظلم من حولنا
:
الاخوه والاخوات تحيه طيبه من اعماق قلبى اهديها اليكم ثم اما بعد :....
:
بدأت رياح الخريف تلعب بخصلات شعرها الذهبي،وهي منزوية في ا حد اركان موقف الباص ، ولكن الحزن الذي كان يكابدها قد ترك بصماته على وجهها الجميل، رفعت عينيها الخضراوتين، على شاب فى وجهه نقاء وصفاء الثلج ومبتسما، طأطأت رأسها للحظات ثم عاودت النظر اليه، فوجدته مصرا على النظر اليها بتلك الطريقة تأففت وشاحت بنظرها نحو اليمين ثم اليسار وكأنها تهرب من تلك العينين المحجوبتين وراء تلك النظارات السوداء.. بدأ البرق والرعد يعلنان عن عاصفة مطرية خريفية مبكرة لهذا العام، وفعلا بدأت اول زخات المطر بالنزول، وجاء الباص الاحمر ذو الطابقين يشق طريقه عبر زخات المطر كطوق نجاة للواقفين امام موقف الباص وما ان وقف الباص حتى تدافعت جموع الناس على بابه لتتقي بلل المطر الغزير صعدت الفتاة ذات الشعر الاشقر لتجلس على احد الكراسي بعدما تنازل عنه احد الشبان اليها،فنظر احد كبار السن الواقفين الى ذلك الشاب بنظرة عتب..فتحرك ذلك الشاب محمر الوجه الى الطابق العلوي
كانه يعبر عن حسن نيته بالتنازل عن الكرسي.. وعندما استوت تلك الفتاة على الكرسي فاذا بالشاب ذي النظارة السوداء يجلس في الكرسي المقابل لها
وهو مايزال يحافظ على تلك الابتسامة باجتهاد،نظرت اليه بغيظ واشمئزازا وفى نفسها تردد ويحك تلك الابتسامة لم تغرب عن وجهه..التفتت نحو النافذة لتشاهد كيف بدأت الامطار تغسل الشوارع من تلك الاوراق الصفراء اليابسة وفجأة توقف المطر وبدأت اشعة الشمس تشق طريقها عبر الغيوم..فمر الباص بشارع مزين باشجار كثيفه و عالية فعكست ظلالها من خلال النافذة صورة ما موجود داخل الباص فرأت ذلك الشاب وهو ينظر اليها بنفس تلك الابتسامة، التقت اليه والغضب بدأ على ملامح وجهها،
وهو مايزال على حاله، فصرخت بوجهه
ما بالك تنظر الي هكذا؟ هل تراني صيدا سهلا؟ ام لعبة جميلة يمكنك الاستحواذ عليها! ما بك الا ترد؟ اما ذلك الشاب فبقى على ابتسامته
وحرك رأسه شمالا ويمينا كأن الامر لا يعنيه..فصاح به ذلك الرجل العجوز الواقف في ممر الباص
(هيه.. يا رجل عيب عليك ولحيتك تغطي نصف وجهك الا تحس بالخجل)
فرد الشاب مبهتا (أنا.. من تقصدون)
فردت عليه الفتاة ونوبة الغضب تنتابها (نعم انت يا عديم الحياء)
ورد متعلثما:
(ماذا فعلت وما الذي جرى مني لكي تهاجموني هكذا؟)
فردت عليه سيدة تجلس خلف مقعد الفتاة يا عديم التربية الا تمل انت واشباهك من معاكسة الفتيات الا تملكون اخوات، بنات عم
فرد على السيدة: ولكنني لم افعل شيئا
فردت عليه الفتاة ذات الشعر الذهبي:ألم تفعل شيئا؟ ها!! اتنكر ابتسامتك ونظراتك التي لاحقتني منذ وقوفنا في موقف الباص
حتى صعودنا ثم جلوسنا ها هنا؟ ماذا تريد مني؟
اخبرني ان كنت تملك الشجاعة الان؟ فرد عليهاولكني يا اختي..
قاطعته بغضب صارخة بوجهه: اختك!يا لها من كلمة سهلة لتبرر ما حصل منك يا نذل.
فوقف الباص امام منطقة الوقوف المخصصة له فنزل الناس ومازال كل من الفتاة والسيدة والرجل العجوز يسبون ويشتمون ذلك الشاب
وهوا لاحول ولا قوة له فلاذ بالصمت..
واذا بذلك الشاب الذي تنازل عن مقعده لتلك الفتاة قد هبط من الطابق العلوي مسرعا الى ذلك الشاب ذي النظارة السوداء
فمسك بيده وكلم الرجل العجوز:
عفوا يا عماه.. افسح لي المجال فاخي ضرير لا يرى الطريق.فبهت الجميع انه اعمى لا ينظر فلما كانت تلك الضجة، هبط ذلك الشاب الاعمى صاحب النظارة السوداء
برفقة اخيه والحزن والالم والدمع ينهمر منه
وتحرك الباص
وبدأ الناس ينظرون الى الفتاة والسيدة والرجل العجوز والصمت لازم الجميع
* المغزى *
( لاتحكم على الاخرين بمظاهرهم )
رد مع اقتباس
رد: احيانا نظلم من حولنا
