محمد ذو الثانية عشرة من العمر والذي وصل في ربيع العام الماضي الى ولاية مشيكان مع الرائد في الحرس الوطني الامريكي الميجور ديفيد هاول وكان قد امضى سنة هناك. ارتدى محمد زي "باتمان" في مناسبة الهولوين وأحب قضاء أوقاتا في العاب الفديو ,تلقى تدريبات في لعبة البيسبول من لاعب فريق ديترويت تايكر "جوستين فرلاندر" ولعب لفريق كرة القدم في مدرستة.
محمد ،عمره الآن 13 ، خضع لخمس عمليات جراحية لاستعادة استعمال يده اليسرى ، وإعادة بناء أذنه اليسرى وترقيع الجلد التي حل محل جزء من فروة رأسه بسبب تعرض البيت لحريق في حادث سابق عندما كان رضيع . يستطيع محمد الآن ان يرتدي قفازا للعبة البيسبول الاميركية التي احبها حديثا . انه لم يعد بحاجة إلى تغطية الندوب التي كان منظرها يؤرقه لانها أختفت نهائيا.
سوف يعود الرائد هاول الى العراق مع الصبي النحيل والخجول محمد ، الذي التقى بهويل عند احدى سيطرات مداخل مدينة الرمادي في تشرين الثاني عام 2008. حينها طلب محمد من هويل (الذي هو مساعد طبيب في حرس ميشيغان الوطني والذي كان يخدم في العراق للمرة الثانية) انقاذه ونقله إلى الولايات المتحدة.
عمل بعدها هاول مدة ستة أشهر بلاهوادة للحصول على تأشيرة دخول وهوية لمحمد وحجز له مواعيد مع جراح التجميل في جامعة ولاية ميتشكان الدكتور أدوارد لانيكان الذي تبرع باجرائها لمحمد مجانا. وحصل على موافقة عائلة عراقية مسلمة كي يسكن محمد معها خوفا من انه لايرغب في السكن او لايستطيع التاقلم مع عائلة الرائد هويل ذات الثقافة واللغة والدين المختلفة.
رفض الرائد هاول اعطاء اسم محمد الكامل كي لايعرضه للخطر عندما يعود الى العراق. وكان أبو محمد قد قتل من قبل الارهابيين قبل ثلاث سنوات. وقتل المسلحون كذلك عمه عندما ذهب الى المشرحة للبحث عن جثة اخيه وتلقت والدة محمد تهديدات بقتلها وأطفالها إذا اتصلت بالجنود ألامريكيين.
كبر محمد خلال السنة التي قضاها في ميشيغان فزاد وزنه 10 كيلوغرامات وطوله 3.5 انجات وهو يلبس نظارات الآن بعد ان تحسنت الرؤية في عينه اليسرى من 20/400 إلى 20/40
وكان الرائد هاول قد قام بتاسيس منظمة لجمع التبرعات لتغطية تكاليف علاج محمد ومرة يقول هويل انه عجز عن دفع مبلغ 18000 دولار فقام احد المتبرعين بدفع الفاتورة.
وقال هاول "في كل خطوة خطوتها في هذا الطريق قابلت شخصا مستعدا لمساعدتي"
عاش محمد مع السيدة زينة سعيد (ترتدي الحجاب) وزوجها الدكتور رضا ناجي الذين يسكنون مدينة لانسنك/مشيكان ويتكلمون اللهجة العراقية ويعدون الاكلات العراقية في البيت في معظم الاحيان.
ولكن كان على محمد أن يعتاد على أكل المدرسة فأيام الدراسة في امريكا تستمر لمدة ثماني ساعات يوميأ
وقال بينما يتطلع محمد لرؤية أهله مرة أخرى فانه سيكون من الصعب على محمد ان يفارق عائلة هاول والعائله العراقية التي عاش معها في ايست لانسينغ..
انهم يخططون للبقاء على اتصال مع محمد من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والإنترنت وتتمنى السيدة زينة سعيد عودة محمد الى ايست لانسنك للحصول على شهادة التخرج.