توسع كبير في مقبرة النجف والموتى يأتونها من كافة أنحاء العالم
(وادي السلام) وراء ازدهار طائفة من الأعمال بما في ذلك معامل القبور الجاهزة
النجف: «الشرق الأوسط» - شهدت مقبرة وادي السلام في النجف توسعا بشكل كبير نحو الجهة الشمالية للمدينة بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وازدهر فيها الكثير من المهن.
وتعد مقبرة النجف من أقدم المقابر في العالم. وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك مقبرة جديدة سيتم فتحها وتتميز بتوحيد بناء وارتفاع القبور التي لا تتجاوز 5 سم مع شاهد القبر، بالإضافة إلى وجود متنزهات ومطاعم وأسواق ومرافق ترفيهية أخرى.
وأكد الدفان فاضل الكعبي لـ«الشرق الأوسط» أن مقبرة وادي السلام «كانت تنحصر في السابق في المقبرة القديمة التي تحيط بمرقد الإمام علي من جهة الشمال، لكنها توسعت بشكل كبير بعد عام 2003 وسميت التوسعة بالمقبرة الجديدة التي تختلف عن القديمة ببناء قبورها الأقل ارتفاعا وذات التخطيط المتطور بعض الشيء»، مضيفا «أن المقبرة الجديدة تضم مقابر كثيرة لمجهولي الهوية الذين سقطوا في الـ5 السنوات الماضية». وأشار إلى أن «المقبرة القديمة كانت بلا أسوار وأغلب الدفن فيها عشوائي، كما أن الدفن يتكرر أكثر من مرة في المنطقة الواحدة بعد أن تندثر القبور القديمة ولا يبقى منها شيء على ظاهر الأرض».
جواد حسن أبو صبيع، أحد أقدم الدفانين في المقبرة، أكد بدوره لـ«الشرق الأوسط» أن «وادي السلام كان يضم قبل عام 2003 مغتسلين فقط هما مغتسل بير علوي الذي بني في بداية القرن الماضي وما زال يعمل والآخر مغتسل علوان الذي سمي باسم صاحبه أيضا وما زال يعمل لغاية الآن وبعد سقوط النظام السابق وازدياد أعداد الموتى من العنف الطائفي والتفجيرات الإرهابية استحدثت 3 مغتسلات أخرى».
ويضيف «أن هناك الكثير من المهن ازدهرت بعد عام 2003 منها بيع الكفن والحبرة وماء الورد والبخور والشموع بالإضافة إلى كثرة البسطيات للباعة المتجولين من حلويات ومشروبات غازية وغيرها». وتابع: «كذلك ازدهرت مهن كثيرة تتصل بالموت مثل مهنة الخطاطين وبيع الجص ومعامل الطابوق والمرمر، فضلا عن ظهور معامل صناعة القبور الجاهزة التي ازداد الطلب عليها مع ارتفاع المستوى المعيشي للعراقيين مما جعلهم يهتمون بطقوس الموت».
ولم يقتصر التوسع على المقبرة فقط، بل ارتفع أيضا عدد مكاتب الدفن. ويقول الشيخ صادق الخفاجي لـ«الشرق الأوسط» إن «عدد مكاتب الدفن ازداد بشكل كبير جدا، حيث كانت لا تتجاوز سوى 10 مكاتب، أما الآن فقد تجاوزت 300 مكتب دفن». وأضاف أن «الموتى الذين يدفنون في المقبرة ليسوا من العراق فقط وإنما من خارج البلاد ومن كل الدول الإسلامية وساعد في ذلك افتتاح مطار النجف».