للشاعر ناطق العيساوي
(رحلة الآهات )
و نسيت في جرح العراق جراحـي
و أنقــدّ من هول المصاب وشاحـي
و أستسلمت أقلامي الخرساءُ معلنَة
وأد السطور و شــوقِها لكفـــــاحـي
فالعبرةُ السوداء في الروح تخنقنـي
والقبضة البلهاء قد أسقطته سلاحي
فُطِمتُ من وجَـــعِ السطورِ و دمعها
فخنقتُ أقـــــلامَ النحيبِ براحـــــي
و خلعتُ أثــواب التخاذل كلّـــــــها
و زرعتُ في صدر النفاق رماحي
عشرون مرتْ ...طواحينٌ أُقاتلــها
و رحلــةُ الآهات أعيشُها فارتاحي
يا نفس هيا صـــــفّقي فــــــرحيلنا
يبدو قريباً مشــــــرقـــاً وضــــاح
محراب فـــكري ماذا أقولُ لــــــهُ
يبكيني شوقـــاً للراكــــــعين وناحِ
ماذا أقول و الفكر عصفٌ ســاكنٌ
وعواصف التغيِّر مشتاقة لجناحي
و العمر يجري سـاكنٌ ما ضـــمةٍ
مــــن العبيرِ و سُــــــكرةُ الأقداحِ
تُنسيني حزنا شـــتلُه في مُهجـــتي
تُنسيني صمتاً قــــاتـــلاً ســـــفاحِ
فإلى متى نبقى شـــراعاً خــــاوياً
ما ذاق يومـــــاً عصـــفةً و رياح
نبكي علـــى أبوابنا و بِبابِـــــــــنا
أقفالُ عــــــمرٍ ترتجــي المــفتاحِ
نصـوغُ من وجعٍ قلائِــدَ ترتمــي
في جــــيدنا ســــــلاسل الأرواحِ
إني و شــــعبٌ صـــمتهُ أنفاسَـــهُ
فسـللتُ من غِــمدِ الكلام صفاحي
مقيـــدٌ في حَلــــقنا أنفـــــاســـــــهُ
قد تلـــهبُ الأسماعُ من إفصاحـي
صمتوا فأن الصمتَ مفتاحُ الرضا
ســـحقوا كحـــباتِ الشــعيرِ براحِ
فقضيتي وطنٌ يعــيشُ و عمــرهُ
ســــبعٌ شِــــحاحٌ ترتجي لشحاحِ
وطني أنا بالروح أني روحـــــه
ألــــمٌ جمــــيلٌ خـــطّها ألواحـــي