تفجير ثان يستهدف كربلاء خلال أسبوعين ومقتل أكثر من 125 واعتقال 17 من «القاعدة» ... بوش يضغط على المالكي للمصالحة والصدر يرفض إشراك البعثيين فيها
شهد العراق امس العثور على 24 جثة ومقتل نحو 100 شخص، بينهم 55 شخصاً على الاقل بانفجار سيارة مفخخة قرب ضريح الامام العباس في كربلاء، اوقع ايضاً 70 جريحاً. وذلك، بعد اسبوعين تقريباً على تفجير انتحاري قرب ضريح الإمام الحسين أسفر عن 47 قتيلاً و224 جريحاً.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في المدينة سليم كاظم ان «سيارة مفخخة انفجرت خلال توجه المواطنين الى الصلاة ما ادى الى مقتل 55 شخصاً على الاقل واصابة 70 آخرين». واضاف ان «عدداً كبيراً من الجرحى بحالة الخطر ما قد يرفع حصيلة الضحايا».
وأغلقت الشرطة على الفور المنافذ المؤدية الى المدينة واطلقت الرصاص في الهواء لتفريق متظاهرين غاضبين رشقوا عناصرها بالحجارة متهمين رجال الامن بالتقصير في حمايتهم. وانفجرت السيارة في منطقة تجارية مزدحمة على بعد 200 متر من ضريح الامام العباس المجاور لضريح الامام الحسين لدى توجه المواطنين الى المسجد لتأدية صلاة المغرب، ما أدى الى ارتفاع حصيلة الخسائر.
وكان 42 شخصاً قُتلوا في العراق امس معظمهم في الشمال، بينهم أربعة من موظفي الهلال الاحمر العراقي، في هجمات متفرقة في حين اعتقلت القوات الأميركية 17 عنصراً من تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين». وأعلنت وزارة الداخلية العثور على 24 جثة منها سبع جثث في بغداد و16 جثة في الموصل، وعلى جثة قُتل صاحبها برصاصة في الرأس في منطقة المحاويل.
وفي موازاة تراجع الوضع الامني كشف مسؤولان أميركيان أمس أن الرئيس جورج بوش قال لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى إعداد الاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق، إن أمامك خيارين «إما أن تنجح هذه (الخطة) أو أن ترحل». وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس بوش وصف المالكي بأنه مهندس خطة زيادة عديد القوات، إلا أنه قال لقادة في الكونغرس: «قلت للمالكي إما أن تنجح هذه (الخطة) أو ترحل».
وكشف مسؤول أميركي رفيع المستوى أن وزير الدفاع روبرت غيتس ضغط أيضاً على المالكي لمنع البرلمان من الحصول على عطلة لشهرين، فيما تحاول الادارة الأميركية دفع الحكومة العراقية باتجاه تمرير قوانين ضرورية للمصالحة الوطنية. وأشارت الصحيفة الى أن بوش، وعلى رغم حماسه للمالكي الذي يتحدث اليه دورياً، أظهر دعماً لبعض رؤساء الوزراء السابقين.
وقال سياسيون عراقيون ان الضغوط، التي تمارسها الولايات المتحدة على المالكي للإسراع بخطى المصالحة بين الطوائف المتناحرة، ربما تؤدي الى آثار عكسية، اذ ان زعماء العراق لا يريدون ان يظهروا بمظهر من يتلقى الاوامر من واشنطن «التي بدأ صبرها ينفد».
واتهم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الرئيس بوش بتجاهل الارادة الدولية التي تطالبه بالانسحاب من العراق، واعتبر وجود القوات الاميركية السبب في تدمير البلاد، وجدد رفضه اعادة البعثيين واشراكهم في عملية المصالحة الوطنية. وقال في رسالة وجهها الى «كبير الشر» (بوش)، تلتها النائبة عن الكتلة الصدرية لقاء آل ياسين في جلسة البرلمان أمس، «ان بوش يتجاهل كل الدعوات التي تطالبه بالخروج او اجراء جدولة للانسحاب على رغم التظاهرات التي خرج بها الشعب العراقي في النجف وفي كل بقاع العالم، فيما صدحت اصوات شعبك والمنظمات الدولية بالدعوة الى الانسحاب».
ونفى الصدر ان يتسبب خروج القوات الاميركية من العراق بحدوث فوضى، وقال «أي فوضى تدعي تلك التي تحدث اذا انسحبت انت وجيوش الظلام من ارضنا، وأي فوضى اكبر مما نحن فيه، حيث تجري الدماء في العراق في كل لحظة من دون انقطاع، والمفخخات والانفجارات تدوي دوماً بلا رادع؟». وانتقد سعي الادارة الأميركية «لإعادة البعثيين الى حكومتنا» وتأجيج الطائفية ببناء جدار وتقسيمات سياسية طائفية لا وطنية ولا عراقية ولا عربية ولا اسلامية». وتهكم على مزاعم البيت الأبيض بـ «نزع السلاح الفتاك، فيما الأسلحة تملأ عراقنا الحبيب». واتهم الصدر بوش بأنه السبب في تحوّل العراق الى ساحة استقطاب للصراع وقال «انت من فتح لهم ابواب العراق على مصراعيها ليقتلوا بنا وتنعم انت بالسلام».