حين تصبح خير صحبة في الحياة كلاب
((حياتنا هل صارت بلامعنى))
وأنا أتنقل بين عدد من القنوات الفضائية إستوقفني مشهد لعدد من القبورمكتوب عليها عبارات حزن وألم ويأس تحمل ضمن معانيها أن الحياة أصبحت بلا معنى ولم يعد لها طعم وأنها أصبحت مظلمة في وجوه من ودعوا أحبابهم 0 وفي ظل تجوال المصور على عدد من القبور التي تحمل عبارات قصيرة تعبرعن مأساة وهول الفاجعة ومع أن هذه العبارات صغيرة إلاأنها فاقت في التعبير عن الحزن كل كلمة حزينة قالتها الخنساء في رثاء أخيها صخر في قصيدتها المشهورة ؛ وعندما تأكدت من شعار القناة التي تبث هذا المشهد
وجدت أنها الجزيرة الرياضية فقلت في نفسي ربما هذه قبور لاعبين كرة قدم ورياضيين قد فارقوا الحياة وتلك الكلمات الباكية هي لأبناءهم فمن حق الفرد أن يبكي عزيز فقده فما بالك لوكان أباه أوكانت أمه خاصة وبعض العبارات تحمل الحسرة على حبيبة غالية فارقت الحياة وواصلت حديثي مع نفسي إن لم يكن هؤلاءالمقربون من عائلة الموتى فهم من محبيهم وعشاقهم وأصدقائهم الذين تجمعهم علاقة حميمة , ورغم الحزن الكبير الذي أظهرته تلك الكلمات المؤلمة إلا إنني إنتقدت من كتبها فالموت قضاء وقدر وهذه مشيئة الله في خلقه ورأيت بأن معاني أن الحياة إنتهت بالنسبة لبعض المفجوعين بمصاب فراق الأحباب وأنه لن يجد من يعوضه خسارة هذا الفراق المر أمر مبالغ فيه جداً وضعف إيمان لدى أصحاب التعبير المبكي الذي يشجي كل من قرأه ؛ لكن ما لفت نظري غرابة أسماء الأموات فقد كانت تحمل أسماء مثل لولي وبوبي وتشابي وماشابهها من أسماء جعلتني أظن أن من في القبور غير عرب رغم الكلمات العربية التي تحملها هذه القبور وفي ظل هذه الحيرة أطل علينا مراسل الجزيرة ليتحدث أنه في هذا المكان الذي وجد صعوبة بالغة في دخوله كونه يقع في مكان راقي جداً وتكلفة القبر في تلك المقبرة غالي ومكلف جداً هذا المكان تنام فيه أغلى الكلاب والقطط ليتمنى بعدها ذلك المراسل لوكان كلب ليدفن هناك في ذلك المكان الراقي كما قال والذي يقع وسط مدينة القاهرة 0ورغم الحيرة التي إنتابتني والدهشة التي على وجهي من ذلك الخبر الطريف الذي أرادت الجزيرة الرياضية أن تضحك به مشاهديها في عيد ميلادها الخامس رغم الحيرة تلك فقد أخذت في التأمل والتدبر ناس يلقون حتفهم معاً ليضمهم قبرجماعي وناس تغرقهم الأمواج ليصبحوا طعم لأسماك القرش وحيتان البحر وقطط وكلاب تدفن في مقابر مكلفة ؛وليت الأمر كلاب وقطط فقط فما هي إلا دقائق إلا وفاجأتني قناة العربية بخبر في شريطها الإخباري عن إقامة مسابقة في السعودية لإختيار أجمل عنزة وأجمل جدي ولم يتبقى إلا إنشاء فضائية لهذا الحدث العظيم ليتمكن الجمهور من التصويت من خلال رسائل الهاتف النقال وياحبذا لو تتوسع المسابقة لتضم خراف ونعاج باقي الدول العربية لإختيار ملك وملكة جمال الغنم ؛لكن ياترى ماهي المواصفات التي ستعتمد لإختيار صاحب اللقب هل على الصوف أم على القرون أم ماذا ؟؟
شيء طيب وجميل الإهتمام بالحيوان وأمر دعانا إليه الرسول فأخبرنا عليه السلام أن رجل أسقى كلب فدخل الجنة وإمرأة دخلت النار لحبسها هر وقال صلى الله عليه وسلم ((وفي كل كبد رطبة أجر)) لكن أن تصبح الحيوانات هي همنا الشاغل وهي الصاحبة والرفيقة فهذا شيء يحمل كل معاني السخف والبلاهة والحماقة0
يهتم البعض بطعام كلبه أو قطته ويدفع مبلغ لا بأس به من أجل إطعامها وجيرانه من بني البشر يتضورون جوعاً ولا يجدوا ما يملؤا به بطونهم ؛ ناس تبكي حيوانات مفقودة ولا تذرف دمعة على شهداء فلسطين والعراق وغيرها من دول عربية وإسلامية بل حتى لاتعرف ما يدور فيها ؛ ناس تطالب وتحافظ على حقوق الحيوان وابن آدم المسكين حقه ضائع وكرامته مهدوره 0
ناس تنام في العراء والبرد لا مأوى لها ولا سكن وكلاب وقطط لديها غرف نوم 0
ناس تموت ولابواكي لها وأناس تحرم لذيذ العيش بعد رحيل حيواناتها 0
إن ماسبق يدل على أن حياتنا أصبحت فارغة ولم يعد لدينا فيها مايهمنا ولا ما يشغل بالنا؛ نسينا قضايا ديننا وأمتنا ووطننا نسينا مشاكل أسرنا و أهلنا وجيراننا وأصدقائنا لنتفرغ لما هو دون ذلك في إشارة تدل على أننا لم نعد نعرف لماذا نعيش وما هو دورنا وواجبنا في هذه الحياة بل إن البعض لايعرف لماذا خلقه الله أصلاً
ليتساوى في الوجود وفي التفكير مع أصدقائه (لولي وتشابي )ومن هم ضمن فصيلتيهما والسابق ذكرهم آنفاً
(ولله في خلقه شئون)0


تحياتي الكم الامير العراقي