الامام الحسن عليه السلام
البطاقة الشخصية للإمام
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [من سرّه أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي]
الاسم: الحسن عليه السلام.
الكنية: ابو محمد [كناه بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم].
اللقب: التقي، الزكي، السبط.
أسم الأب: علي أمير المؤمنين عليه السلام.
أسم الأم: فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
العمر: 48 سنة.
تاريخ الولادة: في النصف من شهر رمضان سنة 3 من الهجرة.
مكان الولادة: في المدينة.
مكان الشهادة: المدينة.
اسم القاتل: دس اليه السم معاوية لعنه الله بواسطة زوجة الامام الحسن عليه السلام جعدة بنت الاشعث بن قيس لعنهم الله.
مكان قبره: البقيع.
الإمام من بعده: الامام الحسين عليه السلام.
أولاده: زيد، الحسن، عمرو، القاسم، عبد الله، عبد الرحمن، طلحة.
بناته: أم الحسن، ام الحسين، فاطمة، ام عبد الله، ام سلمة، رقية.
مدة امامته: عشر سنين.
سيرته عليه السلام
شق على معاوية ان يرى بيت النبوة عامراً ولو من غير حكم ظاهري وهو الذي حاول هدم صرح الرسالة بمعول الجاهلية وفاس تغيير سنّة النبي صلى الله عليه وآله بشتى الطرق الملتوية وخصوصاً حينما ارسى دعائم الحكم الاموي لذا توجه صوب الامام الحسن عليه السلام باعتباره الممثل الحقيقي لرسالة جده المصطفى فقرر اغتياله بالسم واولى هذه المهمة الى جعده بنت الاشعث زوجة الامام الحسن عليه السلام ومناها بمائة الف درهم وبالزواج من ابنه يزيد الفاسق فكان ما اراد معاوية وتحقق حلمه المشؤوم على يد هذه الخبيثة ابنة الخبيث الاشعث الذي اشترك بدم امير المؤمنين عليه السلام. والذي قاد الحركه النفاقيه ضد الامام علي عليه السلام في الكوفة كما ان ولده قيس ابن الاشعث قاد قبيلة كنده لحرب الامام الحسين عليه السلام وقد قام بسرقة قطيفة الامام عند استشهاده فسمى بـ (قيس القطيفة) وولده الاخر محمد بن الاشعث الذي قام بمحاربة مسلم بن عقيل واسره بعد ان اعطاه الامان حتى اذا قتل مسلم اشترك في قتال الامام الحسين عليه السلام فيالها من عائلة لطخت ايديها بدماء الازكياء من آل الله، وانها من تلك الشجرة الخبيثة التي التصقت بالشجرة الملعونة في القرآن، باعت دينها بدنيا غيرها ولم تحصل على ما رامت اليه، فقد هلك الاشعث بعد شهادة امير المؤمنين عليه السلام بايام قلائل وكسبت بنته جعده العار والشنار وكذلك كانت نهاية قيس بن الاشعث حيث قتله مختار الخير الثقفي. فالمتتبع لحياة الحسن السبط عليه السلام وأخيه الحسين عليه السلام لابد أن يصل إلى حد القطع أنهما قد توافرت لهما من التربية والإنشاء الروحي والفكري ما لم يتسن لسواهما بعد جدهما صلى الله عليه وآله وسلم وأبيهما عليه السلام، فبصمات الوحي والاعداد الإلهي، صارا طابعاً مميزاً لشخصيتهما في شتى الملامح والعناصر والمنطلقات، فانهما تلقيا أرقى ألوان التربية الاسلامية على يد جدهما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأبيهما علي عليه السلام، من خلال القدوة والتوجيه المباشر الحي، ولئن فقدا جدهما وأمهما في سن مبكر، فان الامداد التربوي بقي هو هو، يتلقيانه في ظلال ابيهما علي بن أبي طالب عليه السلام تلميذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وربيب مدرسة الوحي، التي تشع على الناس هدى ورحمة. وهكذا عايش الحسنان مرحلة الاعداد الإلهي واُعّدا لتحمل أعباء الدعوة لرسالة الله، بشكلها ومضمونها، فكانت ثمرة ذلك الاعداد الفذ أن صار الحسنان إسلاماً يسير على الأرض. وبما أن عناصر شخصيتي الامامين لا تختلف بحال، لذا كانا نسخة واحدة من حيث السلوك والمسار والخطى والأهداف، حسب ما يحكم به الاسلام بالنظر إلى الواقع. وإنَّ طبيعة حديثنا تقتضي أن نسوق أمثلةً حية من نشاطات الامام الحسن السبط عليه السلام الروحية والعلمية والخلقية:
1 ـ الجانب الروحي: إنَّ الاعداد الأصيل، الذي توفر للامام السبط عليه السلام، قد وفّر لكيانه الروحي سمّواً شاهقاً ، فكان تقرّبه إلى الله وانشداده إليه سبحانه أمراً يهز القلوب ويخشع له الوجدان.
وهذه إضمامة من هذه المظاهر التي تكشف هذا الجانب من شخصيته.
فعن الامام الصادق عليه السلام قال: [إنَّ الحسن بن علي عليهما السلام كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم]. ورد في روضة الواعظين: إنَّ الحسن عليه السلام كان إذا توّضأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: [حق على كل من يقف بين يدي رب العرش، أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله]. وعن الامام الصادق عليه السلام: [إنّ الحسن بن علي عليهما السلام حجّ خمساً وعشرين حجة ماشياً، وقاسم الله تعالى ماله مرتين، وقيل ثلاث مرات]. وكان عليه السلام إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر القيامة والعرض على الله يشهق شهقة يُغشى عليه منها. وكان اذا ذكر الجنة والنار أضطرب أضطراب السليم، وسأل الله الجنة، وتعوذ بالله من النار، وكان لا يقرأ من كتاب الله عزوجل "ياأيها الذين آمنوا" الا قال: لبيك لبيك اللهم لبيك. ولا يمر في شيء من أحواله الا ذكر الله سبحانه.
2 ـ الجانب العلمي: اذا كان العقل الحي المتفتح ركيزة أساسية من مرتكزات الشخصية الاسلامية، وإذا كان الرسول صلى الله وعليه وآله وسلم والأئمة الهداة من أهل البيت عليهم السلام قد تسنموا قمة التسلسل في درجات الشخصية الاسلامية، باعتبار خضوعهم للاعداد الإلهي المباشر، في شتى عناصر الشخصية ومكوناتها، فمن خلال هذا التصور الدقيق، فإن الامام السبط عليه السلام والهداة الميامين عليهم السلام، قد توافر لهم من النشاط الفكري الرائد، في شتى مجالات الحياة، مالم يتوافر لسواهم من البشر، يعلل ذلك طبيعة التلقي، الذي يتوافر للأئمه، فالامام إما أن يتلّقى العلم عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة، أو يتلقاه بالواسطة عن طريق إمام سابق عليه.
إن الانفتاح الروحي والفكري الكامل للامام عليه السلام على كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، قد هيأت له الاستيعاب الشامل للفكر والتشريع الرباني بدقته وواقعيته، بعيداً عن الخطأ والاشتباه. وبمقدور أي منصف أن يدرك هذه الحقيقه، من خلال تتبعه لحياة الأئمة عليهم السلام، الذين لم يحدّثنا تاريخهم قط ان أمراً قد أشكل عليهم في أي باب من أبواب الجانب المعرفي، أو أنهم تعذرت عليه الاجابة عن سؤال، او استفسار أو إشكال سواء في أمر فكري أو تشريعي أو علمي أو نحو ذلك وإليك بعض الأمثلة:
1 ـ سأله معاوية لعنه الله: يا ابا محمد ثلاث خلال ما وجدت من يخبرني عنهن.
قال عليه السلام: وما هي: قال المروءة، والكرم، والنجدة. فقال عليه السلام: اما المروءة: فاصلاح الرجل امر دينه، وحسن قيامه على ماله، ولين الكف، وافشاء السلام والتحبب الى الناس.
والكرم: العطية قبل السؤال، والتبرع بالمعروف والاطعام في المحل.
ثم النجدة: الذب عن الجار، والمحامات في الكريهه، والصبر عند الشدائد(1).
2 ـ كتب ملك الروم الى معاوية لعنه الله يسأله عن ثلاث عن مكان بمقدار وسط السماء، وعن اول قطرة دم على الأرض، وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة. فلم يعلم معاوية لعنه الله ذلك. فاستغاث بالحسن بن علي عليهما السلام. فقال: ظهر الكعبة، ودم حواء، وارض البحر حين ضربه موسى(2).
هذه نبذة من علومه وقبسات من أنوار معرفته وكمال عقله الذي حباه الله به، ذكرناها كنماذج من الإرث الفكري الزاخر الذي تركه لأجيال الأمة الاسلامية بامتدادها التاريخي.
3 ـ الجانب الخلقي: حين نتناول هذا الجانب من شخصية الامام السبط عليه السلام بالدراسة لا نقصد أن الأئمة الهداة عليهم السلام يتباينون في هذا الجانب أو سواه من عناصر الشخصية الاسلامية المثلى، فهم سواء في ذلك، وحين نسلط الضوء على الجانب الأخلاقي من شخصية الامام السبط عليه السلام، فإنما نعني بذلك عرض نماذج من أخلاقه واسلوب تعامله مع الناس، نذكر طرفاً من أخلاقه المثلى، لكي تكون مثلاً يحتذى ومنهجاً يُقتدى:
أ ـ روت كتب السيرة انه عليه السلام مرَّ على جماعة من الفقراء. قد وضعوا على وجه الأرض كسيرات من الخبز، كانوا قد التقطوها من الطريق، وهم يأكلون منها، فدعوه لمشاركتهم في أكلها، فأجاب دعوتهم قائلاً: [إن الله لا يحب المتكبرين]. ولما فرغ من مشاركتهم، دعاهم لضيافته، فأغدق عليهم المال واطعمهم وكساهم.
ب ـ روي عنه أنّه عليه السلام مرّ على صبية يتناولون طعاماً، فدعوه لمشاركتهم فأجاب الدعوة، ثم دعاهم إلى داره وأجزل لهم العطاء.
المخططات والمواجهات
عاصر الامام الحسن عليه السلام خضم الصراعات السياسية والاتجاهات العقائدية المنحرفة بعد وفاة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حيث انحرفت الامه عن خطها الرسالي وابتعدت عن قيادتها، الحقيقية والشرعية، نتيجة لبروز التيار السياسي الاموي الذي حاول وبكل الوسائل الخبيثة تشويه وطمس معالم الخط الاصيل وذلك وفق دراسات وخطط اتخذت الطابع الديني وسيلة في عملية التوغل والتدرج في نفوس الامة، وقد اتخذت هذه الممارسات اشكالاً مختلفه، من الاطروحات المنحرفه وقد تجذر وتعمق هذا الخط في جسد الامة الاسلامية علنا على الارضية الاجتماعية والسياسية وراح يتلاعب بمقدراتها وطاقاتها وبشكل سافر. وقد وقف الامام الحسن عليه السلام مع ابيه امير المؤمنين عليه السلام في عملية التغيير والتصدي، وارجاع الامه الى رسالتها ومبادئها الاسلامية، لذا جاءت مشاركته لابيه في معاركه الثلاث تجسيداً لمواقفه الرسالية في مواجهة السياسه الاموية المشوهة. وبعد شهادة الامام علي عليه السلام تولى قيادة المسلمين في جو سادته الفوضى وعدم الاستقرار، وذلك يعود لما وصلت اليه الامه، من حالة الضعف والاستكانه والتي برزت في الاربعينات من الهجرة. وبالرغم من كل الظروف الصعبه والحساسة، اخذ الامام الحسن عيله السلام مسؤوليته الشرعية في مواصلة جهاده من اجل القضاء على الخط الاموي المنحرف، حيث استنهض الامه لقتال معاوية، من خلال بياناته وخطبه التي تدعو الى المواجهه والقتال، وترسيخ مفهوم الجهاد في نفوس الامه. لكن الاستجابة من قبل الامة كانت ليست بالمستوى المطلوب، فبدل أن تتهيأ وتستعد للمواجهة راحت تشكك في عملية المواجهة، حيث كانت استجابتها ِثقيله ومتباطئه بل تخاذلت عن النصرة. اما المخلصون فكانوا ثله قليلة، هذه الحالة جاءت ضمن المخطط الاموي الذي كان يرسمه معاوية لعنه الله في داخل العراق والحجاز من قبل، فاستغله واخذ يبذل العطاءات والاغراءات المادية الى رؤساء العشائر والقبائل التي كان لها الدور السياسي والاجتماعي في تسيير حركة المجتمع فوصلت بهم الحالة الى الاستعداد لقتل الامام الحسن عليه السلام او تسليمه الى معاوية في أي مواجهة عسكرية اضافه الى ذلك عمد معاوية الى تمزيق وحدة جيش الامام الحسن عليه السلام عن طريق الاغراءات وبث الإشاعات الكاذبه مستغلا الفراغات الروحية والفكرية المنهارة لجيش الامام الحسن لذا الحّ على الامام بقبول الصلح وعدم المواجهه الحربية. هذه الصورة الميدانية التي واجهت الامام عليه السلام، وهذا الوضع الاجتماعي والنفسي الجأه الى الصلح ولكن بشروط بعده شروط وذلك حفاظا على بيضة الاسلام وعلى المخلصين من انصاره، وكذلك ليترك الامه وجها لوجه، مع النظام الأموي لتكشف بنفسها حقيقته وطبيعته الشريره، وبالفعل لم تستمر صورة هذا النظام المقنّعه بالصفه الدينية طويلا فقد اتضح زيف وحقيقة هذا النظام في اول خطبه لمعاوية في الكوفة بعد الصلح حيث قال [يا اهل الكوفة اترونني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت انكم تصلون وتزكون وتحجون ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم...] ثم اعقبها بسلسلة من الاجراءات القمعية والوحشية من القتل، والتشريد والتهجير، مستهدفاً القضاء وطمس معالم الخط الرسالي الاصيل المتمثل بالائمه الاطهار وذلك باعلان سب الامام علي عليه السلام على المنابر كما استهدف، مصادرة ضمير الامه وارادتها، وارجاعها الى. جاهلية ابيه (ابوسفيان) محاولةً منه للقضاء على الرسالة المحمدية.
بعض اجوبة الامام عليه السلام
نقدم في هذه المقالة القصيرة بعض اجوبته عليه السلام في مسائل شتى من الاخلاق والعرفان والاداب وجوابه عليه السلام ـ على اختصاره ـ لا نجد في مطولات كتب الأخلاق، وحكماء الاسلام. وبعض هذه الاسئله، سأله عنها امير المؤمنين عليه السلام اظهاراً لفضله، واشادة بمقامه. كما ان بعض هذه الاسئلة بدرجة من الغموض ـ كمسائل ملك الروم ـ لا يمكن الاجابه عنها، والاهتداء اليها. ولكنهم أهل البيت علمهم عن جدهم عن جبرئيل عن الله.
1 ـ سئل عليه السلام عن عشرة اشياء بعضها اشد من بعض فقال: اشد شيء خلق الله الحجر، واشد منه الحديد، يقطع به الحجر، واشد من الحديد النار تذيب الحديد، واشد من النار الماء، واشد من الماء السحاب، واشد من السحاب الريح التي تحمل السحاب،واشد من الريح الملك الذي يردها، واشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، واشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت، واشد من الموت امر الله الذي يدفع الموت(3).
2 ـ وعنه عليه السلام في جواب ملك الروم: ما لا قبله له فهو الكعبة، وما لا قرابة له فهو الرب تعالى(4).
التشييع المهيب للامام عليه السلام
كان تشييع الامام تشييعاً حافلاً لم تشهد نظيره عاصمة الرسول، فقد بعث الهاشميون الى العوالي والقرى المحيطة بيثرب من يعلمهم بموت الإمام فزعوا جميعاً الى يثرب ليفوزوا بتشييع الجثمان العظيم(5). وقد حدّث ثعلبه ابن مالك عن كثرة المشيعين فقال: (شهدت الحسن يوم مات، ودفن في البقيع، ولو طرحت فيه ابره لما وقعت إلا على رأس انسان)(6) ، وقد بلغ من ضخامة التشييع أن البقيع ما كان يسع أحداً من كثرة الناس، وحق على المسلمين أن يهبّوا لتشييع حفيد نبيهم الذي تكفل بمصالحهم، وعال بضعيفهم وعاجزهم، وأوقف نفسه على البر والمعروف اليهم.
الفتنة التي حدثت في تشييع الامام الحسن عليه السلام
واتجهت مواكب التشييع نحو المرقد النبوي ليجددوا بهذا التشييع للجثمان الطاهر للامام عهداً عند جده ويوارونه بجواره، ولما علم الأمويون ذلك تكتلوا وانضم بعضهم الى بعض فقد دفعتهم الأنانيه والبغضاء والحقد الاعمى للهاشميين إلى إحداث المعارضة والشغب في دفن الإمام بجوار جده ذلك لأنهم رأوا أن عميدهم عثمان قد دفن في حش كوكب مقبرة اليهود، ويدفن الحسن عليه السلام مع جده فيكون ذلك عاراً عليهم وخزياً، وأخذوا يهتفون بلسان واحد: (يا رب هيجاء، هي خير من دعة، أيدفن عثمان باقصى المدينة، ويدفن الحسن عليه السلام عند جده!!؟). فقامت عائشه مسرعة مدهوشة، فجيء لها ببغلة فامتطتها وأقبلت الى مواكب التشييع الحاشدة، وهي تصيح بلا اختيار قائله: [لا تُدخلوا بيتي من لا أحب!! والله لا يدفن الحسن ههنا أبداً أو تجزَّ هذه ـ وأومت بيدها الى شعرها ـ]. فأراد بنوهاشم المجادلة فقال الحسين عليه السلام: الله الله لا تضيّعوا وصيّة أخي، واعدلوا به إلى البقيع فأنّه أقسم عليَّ إن أنا مُنعت من دفنه مع جدّه صلى الله عليه وآله وسلم أن لا أخاصم فيه أحداً وأن أدفنه بالبقيع مع أمّه عليها السلام فعدلوا به ودفنوه بالبقيع معها عليها السلام.
أقوال العلماء
هذه كلمات لبعض كبار الصحابه، والتابعين، وغيرهم من العلماء، والشخصيات ما في الامام الحسن عليه السلام وهي وان كانت تفصح عن اكبار هؤلاء الاعلام لشخصية الامام عليه السلام، وسمو مقامه، الا انها تتضاءل أزاء مدحة الله تعالى له اذ جعله مطهراً من الرجس، وتتلاشى عند مدحة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم له اذ جعله سيد شباب أهل الجنه.
1 ـ قال عبد الله بن جعفر لمعاوية لما قال له: انت سيد بني هاشم. قال: سيد بني هاشم حسن وحسين(7).
2 ـ قال ابو بكرة بن عبيد لما بلغه موت الحسن عليه السلام: فقد الناس بموته خيراً كثيراً، يرحم الله حسنا(8).
3 ـ قال واصل بن عطاء: كان الحسن بن علي عليهما السلام سيماء الانبياء، وبهاء الملوك(9).
وفي الختام ندعوا من الله بحق هذا الشهر العظيم ان يعفوا عنا ويغفر لنا ذنوبنا انه هو التواب الرحيم واخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين.