لما كان الشعر العربي ديوان وسجل العرب الذي سجلوا فيه مفاخرهم وايامهم ,بل صوروا فيه ادق تفاصيل حياتهم ,وعبروا فيه عن ما يختلج وجدانهم ومشاعرهم .وقد صاغوا كل ذلك في قوالب شعرية نظموا فيها كلامهم البليغ ,فقد اخظعوا هذا الكلام الى ايقاع مميز ,وقد اكتشف هذا الايقاع العالم العربي البصري الخليل بن foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الفراهيدي المتوفى سنة 175 هجرية, وقد سمى هذا الايقاع للشعر العربي ب(العروض) وجعل لكل نغم ووزن شعري بحرا ,حتى عدها خمسة عشر بحرا.
ولكن في اواسط القرن الماضي يطلع علينا مجموعة من الذين اعتقدوا بان الثقافة هي بالسير حذوا على ما سار عليه الغرب ,فتأثروا بالادب الفرنسي والانكليزي وغيرها داعين الى ترك الماضي واستبداله بكل ما هو حديث ومستورد لانهم جعلوا التاثر بالثقافات الغربية هو الطريق الصحيح والقويم,فكان مما ادخلوه واستورده ما يسمى بقصيدة النثر التي لا تخضع الى وزن او قافية او عروض,متناسين ان الثقافة الغربية نفسها قد رفضت هذا النوع ,حتى ان فيكتور هيجو يقول عن هذا النوع من الكلام (( القيت بالنظم الجميل الى كلاب النثر السوداء)) فهو وغيره لم يعتبروه شعرا فكيف الحال بنا.