تعالى الصدرُ في رَكبِ المعالي
لَقـــد أَسمَعتَ لَو فَقِهوا الخِطابَا
وَقـــد بـــــلَّغتَ لـو قَرَأوا الكِتابا
وأَبـــدَيتَ الأَدِلَّـــةَ بَيِّــنـــــــــــاتٍ
لمَـــن يبغي مِـنَ الرأْيِ الصَوابا
ومَـــا أَجـــراً ســــَأَلتَ وإنَّ رَبــاً
جَـــزاكَ بِهِ عَنِ الــناسِ الثــوابَا
وقَد سَمِعوا نِداكَ وليـسـوا صُمَّاً
لأَنكَ تُســـمِعُ الصــــــُّـمَ الصِّلابا
@@@
تَصَـــدرتَ الجــــهادَ فكُنتَ صَدراً
وأَلهبْـــتَ المَشايـــخَ والشَـبــابا
دَعـــوتَهُمُ الى الهَيـــجا فـــَلبَــوا
خِفـــافَاً يَستَـــذِلـــــونَ الصِعَابــا
عراقيـــونَ مِن نَسَـــبٍ مُعَــــلّى
أَلا أكـــرِمْ بِعدنـــانَ انتـــــســابا
الى أَجـــدادِهِم نَســـــبُ المنـايَا
وفي أَفعَـــالهِم تجِـــــدُ العُجابَــا
@@@
وَقد حَشَـــدَت بــنو ابرهةٍ بَنيها
وَأَلهَبَـــها أَبو لَهَــــــبَ التــهابا
بَغـــى أَجــدادُهُم فَبغَى بـــَنوهُم
سُـــلالاتٌ أَبَـــتْ إلاّ الخَـرابَــــا
فَعـــاقَبهُم رَســــولُ اللهِ طـَـوراً
وطَـــوراً مِنكَ يَلــقَونَ العِقـــابا
فأَنتَ ابنُ الحُســـينِ ومِـن أَبيهِ
توارثـــتَ الشَجَاعةَ لا اكتِسابا
فيَا لَكَ مِن فتـــىً بأَبيـــكَ بـــَراً
كَأَنَّ أَبـــاكَ أَوكـــلَكَ الحِــسَـابا
@@@
زَحَفـــتَ لهُــم بجيشٍ مِن رجالٍ ٍ
كموجِ البحرِ يَضطَرِبُ اضطرابا
أُســـودٌ لا يُـــرامُ لهــــــا لِقـــاءٌ
أَحـــالَت أُســـدَهُـــــم فيها كِلابَا
فَصبَّـــحَهُم وقَـــد كَانــــوا جِبَالاً
وَمسَّـــاهُم وَقد صَــــاروا هُبابَا
يَـــرونَ بِجَهلهـــم بـحرَ الأَمَاني
ولكِـــنْ لــم يـــَروا إلا السَـرابا
@@@
فَيـــا مَـــن أَنبَــتَ الآمــــالَ فيـنا
وأَمطَـــرَ جُدبَ أَنفسِنا الســَحابا
وأَشرقَ في سَماءِ المجدِ شمساً
فَبَـــدَّدَ عَن لَياليـــهَا الضَّبَــابـــــَا
وَحـــدَّ السيفَ في نحرِ ِالأَعـادي
وقَـــوَّمَ في صُدورِهِـــمُ الحــِرابا
وكانَت قبـــلَ مَشـــرِقِهِ خِضــاعاً
فَصـــارَت بعدَ مَشــرِقــهِ غِضَابا
وَمَـــزَّقَ غِمــدَها البــالي عَليها
وأَغمـــدَها دَمَ البــاغي خــِضَابا
@@@
تَعـالى الصَّدرُ في رَكبِ المَعالي
فَغـــرَّدَ باسمِـــهِ وبـــهِ اسـتَطابا
وقامـــاتُ الرجــالِ بهِ استَطالتْ
وَقـــوَّمَ عَـــزمُ همَّـــتهِ الرِقابـــا
فَعلَّمهُـــم مُقارَعـــــةَ المنــايـــا
وعَـــوَّدَهُم الى المَجـــدِ انتسابا
@@@
فِــدى عَيــنيكَ مَن نَذروا نُفوسَاً
لِشعبٍ أَنتَ تكفيـــهِ الضـــــرابا
وَبســمِ اللهِ واسمِكَ سَوفَ يبقى
عِـــراقُ المجدِ في الدُّنيـا مُهابَا
سُيـــوفاً لا تَلـــينُ لهُم ضُـــباهَا
وَشمسـاً لا يَـــرونَ لها غِيـــابا
بمثلِكَ ســـوفَ تفخَـــرُ أُمهـــاتٌ
وباسمِـــكَ مَن يُسمَّــوَنَ النِجابا
فَبورِكَـــتِ التي ســـمَّتـــكَ أمـــاً
وبُـــورِكَ دَرُّهَا الصــافي شَرابا
@@@