باخصار.... هل يريد السياسيون ان تنفجر الاوضاع بعد التئامها وبعد ان مزق المواطنون اكفان الصبر ليخرجوا الى الحياة الهادئة فيتنسموا ما تبقى من هوائها المقيد بقرار سياسي؟ ام انهم يريدون اطالة امد الاحتلال وابقاء ابواب

الخوف مشرعة أمام خفافيش الظلام لينخروا جلد العراقي المنخور بالاصل، بذريعة مقاومة المحتل؟ صحيح ان الوضع الامني هادئ ومستقر اعلاميا ولكن هذا الهدوء دفعنا ـ نتيجة مزاجية السياسيين وانفراط عقد الثقة ـ الى الاعتقاد انه هدوء يسبق العاصفة او هدنة مؤقتة او سكون فوق فوهة بركان.. وما شاكل ذلك، لاسيما ان واحدهم يهدد بتدمير العملية السياسية رغم قصرها وقيصريتها!.. والآخر ينوي قلب طاولة الرويليت!.. وغيره يهدد بالانتحار وهذا ما لم نسمع به بل نأمله شرط ان لا يكون بين جمع من الابرياء!!.. وغيرهم يطلب العراق كله مقابل اعطاء الآخر فتات ما تبقى منه وكأن العراق ملك طابو او رغيف متيبس...وهكذا . ولكن في ظل هذه الحرب الجسدية والنفسية وبعد خمس سنوات من الاحتلال يراود الجميع السؤال التالي: اين اوجاع العراقي؟ اين الذين وقع على عاتقهم سماع انين اليتامى ممن احرقت نزوات الارهاب ومغامرات الساسة قلوبهم باحلامها بعد ان التهمت السنتها آباءهم وامهاتهم؟ وأين من يعطي حقوق الارامل والمساكين؟ بل اين من يسمع انين المغتربين في الداخل والخارج ممن ساقهم التهجير الى الترحال من دون توقف؟ هل حاول سياسيونا تذكرهم للحظة اذا ما قرصهم الشتاء قرصة صغيرة تصحو بها ضمائرهم المتجمدة التي نرجو لشمسنا التموزي اللاهب ان تذيب جليدها، او يتذكروا مآسي المتضررين والمشردين بسببهم وهم يرتعدون خوفا ويرتجفون من صعيق الشتاء وموجات البرد اللاسعة او الشمس المحرقة ؟ اتعجب من هذا التهاون؟ الا تكفي هذه الاعلانات ـ التي تروج بمبالغ طائلة ـ لغرض تهدئة الاطراف المتناحرة تحت قبة البرلمان وقبة السماء الملبد بسخام الهم العراقي؟ ياترى كم اعلانا واعلانا سنحتاج لترويض سياسيينا والاطراف المتنازعة للكف عن هدر دماء العراقيين بعنترياتهم الغالبة على ارادتهم؟ يصعب ان نقول ان عملهم هذا مراهنة فاشلة على رقاب العراقيين، فهم لاجل العراق استنفدوا دماء العراقيين ووحدوا صفوفهم في مقابر جماعية وهجرة جماعية؟ ام لمن ؟. المضحك في الامر ان الاعلانات المنتشرة سواء اللافتات والجداريات البارزة في التقاطعات والشوارع اوالبرامج الدرامية التي نشاهدها كفواصل اعلانية تمكنت بعض الشيء من تهدئة نفوس العراقيين واستعطفت بعضهم على البعض وتمكنت من رأب الصدع وازالة الاحتقانات الحاصلة وهدأ الكل وارتدى الشارع حلّة السكون. وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين " ولكن من نسميهم نحن بالممثلين السياسيين للشعب بتوجهاتهم وطوائفهم كافة أبوا إلا ان يستمر نزيف الدم ما دام نهر لاينضب يروي طموحاتهم ويثبت مناصبهم ..إن مات من مات، او عاش من تمكن من ذلك...وهنيئا لكم.