" ما يحاتجه الناس حتى يكونوا سعداء ليس كثيرا ويبدو انه يكفي للشعور بالطانينة والإرتياح أن نمتلك شيئا من الادراك الصحيح للواقع مع شيء من القناعة والتسامح بالإضافة إلى شيء من التفاؤل "
* محاور وتطبيقات الوصفة مع السورة الكريمة ( طه ) :
(1) [ ماانزلنا عليك القرآن لتشقى ] :
أي : أن الاسلام ليس لشقاء الناس , بل لاسعادهم .. هو منهج السعادة في الحياة الدنيا
وفي الاخرة , كثير من الناس يظن ان التزامه وسيره على منهج الله تعالى يجلب عليهم الكآبة
ويحرمهم من متع الحياة وأسباب اللهو والترفيه , ولنحلق ونعيش سويا مع المحاور التالية
لنعرف بوضوح منهج السعادة والحياة الطيبة
(2) كيف تشقى مع الرحمن ؟!
جاء ذكر اسم الله (الرحمن) بعد ذكر الشقاء ليعلم الناس بأنه لايمكن ان يكون دين الرحمن هو
سبب للشقاء , فكيف يشقى الانسان بمنهج الله تعالى وهو الذي له الاسماء الحسنى كلها
( الله لااله الا هو له الاسماء الحسنى ) .
(3) سيدنا موسى والسعادة مع منهج الله تعالى :
ملخص القصة تقول لنا : ليس معنى ان القران منهج الراحة والسعادة ان الحياة كلها ستكون وردية بلا مشاكل ولا احزان ... ان الحياة مليئة بالعقبات .. خاصة اذا كنت ايها المؤمن ممن يحملون هذا المنهج ويدعون اليه , الا ان هذه الصعوبات لا تسبب الشقاء ( النكد والكابة والهم والغم وضيق الصدر ) ... لماذا ؟ لان المؤمن موصول بربه مستعين به في كل احواله .. فهو راض مطمئن ..
(4) سيدنا ادم والسعادة :
[فقلنا ياادم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ]
فترْك منهج الله تعالى واتباع ابليس هما سبب الشقاء في الدينا والاخرة ..
ثم قال جل وعلا : [ قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما ياتينكم مني هدى فمن
اتبع هداي فلا يضل ولايشقى ] .. هذا الخطاب لسيدنا ادم عليه السلام ولذريته من بعده ..(5)
(5)الشقاء الحقيقي :
تكررت كلمة الشقاء ومشتقاتها في السورة ثلاث مرات :
[ ماانزلنا عليك القران لتشقى ] [ فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ]
[ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ] .. فجاءت اية رهيبة التصوير لمعنى شقاوة الشقي في الدنيا والاخرة ,قوله سبحانه: [ ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ] اما في الاخرة فياتيه العذاب الاشد والابقى , بعد ان يحشر اليه اعمى .
(6) أعلى مقامات السعادة :
قمة السعادة ان ترضى عن نفسك وعن حياتك وترضى عن ربك وتحس برضاه , وهذا ما يؤكده ختام السورة :[ فاصبر على مايقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن اناء
الليل فسبح واطراف النهار ...] كل هذا ليؤدي ؟ [ لعلك ترضى ]
فتسبيح الله تعالى وذكره وطاعته خصوصا في الاوقات الثلاثة السالفة هما السبيل المؤدي
لاعلى درجات السعادة الا وهي الرضا .. وما هي السعادة سوى الشعور بالرضا ..؟
الذي حرم منه الكثيرون مهما تمتعوا بنساء واموال وقصور وسيارات ... حرموا الرضا الذي يؤتاه المؤمن بتسبيح الله تعالى وطاعته ..
الى كل من يبحث عن السعادة .. من فضلكم اقرؤا سورة طه :
[ طه . ماانزلنا عليك القران لتشقى ]
لتنسونا بصالح الدعاء