أعلنت الشرطة العراقية اليوم مقتل ثمانية أشخاص بينهم طفلان في قصف جوي أميركي استهدف سيارتين مساء الأربعاء قرب مدينة بيجي شمال بغداد.
وأوضح المصدر أن "ثمانية أشخاص، بينهم طفلان، قتلوا جراء ضربة جوية أميركية" مضيفا أن "القصف استهدف سيارتين على الطريق الرئيسي جنوب بيجي".
ونقلت رويترز عن العقيد مظهر القيسي قائد شرطة بيجي قوله إن القتلى رعاة كانوا في منطقة زراعية في البلدة عندما وقع الهجوم.
ووصف القيسي ذلك بأنه عمل إجرامي يزيد من التوترات بين العراقيين والقوات الأميركية، وسيكون له تأثير سلبي على ما سماه التحسن الأمني.
وقال مصدر في شرطة المدينة إن أحد الطفلين عمره ثمانية أعوام والثاني 11 عاما. وبدوره ذكر طبيب طلب عدم نشر اسمه أن مستشفى بيجي تسلم ثماني جثث بعد الحادث من بينها جثة لرجل عمره ستون عاما.
تبريرات أميركية
من جهتها أكدت المتحدثة باسم القوات الأميركية المقدم مورا جيلن وقوع الحادث، مشيرة إلى أنه وقع بعد رصد ما وصفته بنشاط مريب وتجاهل من كانوا في السيارة التي تعرضت للقصف لأوامر بالتوقف.
وقال الجيش الأميركي إن الغارة كانت جزءا من عدد من العمليات التي جرت أمس واستهدفت شبكة تفجير مرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق بمنطقة بيجي وتكريت.
وأضاف أنه "يأسف لسقوط ضحايا مدنيين" في وقت ذكر فيه متحدث آخر هو النقيب تشارلز كاليو، أنه تم فتح تحقيق بشأن إطلاق النار على الأطفال.
مصور تلفزيونيوفي سياق مسلسل العنف أعلن مصدر إعلامي مقتل مصور تلفزيوني عراقي في بغداد.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن صحفي بقناة الآفاق الفضائية العراقية قوله إن مصور المحطة وسام علي عودة (30 عاما) قتل أمس برصاص قناصة في منطقة العبيدي.
وتفيد لجنة حماية الصحفيين -التي يوجد مقرها في نيويورك- أن نحو 127 صحفيا وخمسين عاملا في وسائل الإعلام قتلوا في العراق منذ عام الغزو الأميركي عام 2003.
أطفال معتقلون
وفي سياق آخر دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الأميركية لتمكين مئات من الأطفال العراقيين المعتقلين من قبل القوات الأميركية في العراق من الاتصال بمحامين، وأن تراجع قضاياهم هيئة قضائية مستقلة.
وذكرت المنظمة أن القوات الأميركية تعتقل 513 طفلا عراقيا حتى 12 من مايو/أيار بوصفهم "أخطارا ملحة على الأمن".
وتشير المنظمة إلى أن القوات الأميركية اعتقلت منذ احتلالها للعراق 2400 طفل دون الـ18 بعضهم لا يتجاوز عمره العاشرة.
واتهم السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد الثلاثاء المسلحين العراقيين باستخدام الأطفال لمهاجمة قوات الحكومة والتحالف، قائلا إن ذلك يضر بالسلطات التي اعتقلتهم.
انسحاب
وعلى صعيد التخطيط العسكري الأميركي اعتبر وزير الدفاع روبرت غيتس أن المرحلة الأخيرة من عملية العراق أصبحت وشيكة.
وفي المقابل حذر غيتس في خطاب ألقاه أمام قوات العمليات الخاصة الأميركية في فلوريدا من العواقب الكبرى إذا سحبت القوات الأميركية بشكل متسرع.
وتنشر الولايات المتحدة حاليا نحو 155 ألف جندي في العراق، لكن يتوقع خفض هذا العدد إلى 140 ألفا تقريبا بحلول يوليو/تموز.