في الغياب
لماذا.لاند رك قيمة الأشياء وجمالها إلا حين تسلب منا .؟
سؤال يؤرق وجودنا كلما تأملنا شريط حياتنا.وتلمسنا فيه مساءا منتحبا حولنا.
لماذا نعيش إذاً .إذا مادامت الأشياء تتوا رى هكذا وتهرب من بين أيدينا
لمن نبكي ومن أجل من ؟
د وائرمن الأسئلة تحيط بي.
وأتذكره الآن .
أتذكرألمه أتذكر و جعه وتعبه الذي طالما كان يخفيه.
هكذا وجدت الدمو ع تنهال من عيني,
تجتاح جسدي بقشعريرة قاتلة حين قال الطبيب (لقد رحل)
خشعت في تلك اللحظة .بدت الغرفة فارغة من حولي رغم وجود اخوتي
ألفيت نفسي غريبة. وحيدة .رغم أني وسط الزحام .حينها أيقنت فقط أن كل شئ سقط وسقطت معه ,
سقط كل ماكنت اعتقد أنه امتياز يمنحني قوة اضافية لأمضي في العيش وحدي
الله كم تماديت و ضربت بنصحه عر ض الحائط .لوهلة من الزمن الآفل اعتقدت أن كل شئ ثابت وسيدوم
وهاهو كله ينهار بعده
لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك بلمح البصر.لعلي كنت أتجاهل هذه الحقيقة
دون أن أتصو ر للحظة أن الجدار الذي طالما استندت عليه طوال هذه السنوات قد ينكسر بكل جبروته وقو ته.و بكل ماكنا نستعين به من دفئه
وعذو بته .وأيضا عذاباته المبطونة وداً
كل تلك الأشياء التي دا رت وتصو رتها كانت مجر د ثواني
أحسست خلالها أنني طير يرتجف يلوذ بالفر ار من كل شئ
تعاقبت الصور بسرعة في مخيلتي مع صعود روحه الى السماء .عناده وحبه الكبير .عطفه وجبرو ته..أشياءكثيرة لم أعرف قيمتهاإلا الآن
كانت مكالماته الهاتفية الأخيرة معي لم تزل تدو ي في أذني:لا تجعل الغربة تأخذك ؟
هل معك مصر وف يكفيك؟
متى تعود إلى أر ضك ..وبيئتك؟
متى تتزو ج وترد فرحي ؟
ولم أكن حينها أعي الموقف بجدية .كنت أتملص .أغير المو ضوع.أتجاهله تماماً.إلا أني الآن أدركت ..كم كانت لهذه الكلمات قيمتها...
بين جدران غرفة المرض والموت ....قيدتني صو ر عواطفي المشلو لة .
أمام الموت.
تساءلت بحرقة :لماذا
لماذا لانعرف قيمة كبيرناإلاحين يغيبه الموت ,؟
يأتي السؤال مراً
ألملم نفسي واتماهى مابين حزني و رائحة الموت
ألملم نصائحه أيضاً وأمضي
بقلم مرشدة جاويش