السلام عليكم ورحمة الله
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين ومن والاهم ومن أحبهم إلى يوم الدين ..
جعلنا الله وإياكم من المحبين ونسأله سبحانه وتعالى أن يحشرنا وإياكم في زمرة المصطفى (ص) رحمة الله للعالمين وآله الطاهرين الطيبين المظلومين .. ولا جعله الله بآخر العهد ..
ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا في الدنيا زيارتهم .. وبالآخرة شفاعتهم ..
وأن ينتقم من ظالميهم .. إنه سميع مجيب الدعاء ..
إخوتي في الولاء ..
من قدر الله سبحانه وتعالى علينا أننا لم ندرك تلك المأساة التي أدمت قلب المصطفى (صل الله عليه وعلى آله وسلم ) .. المصيبة التي زرعت أشجار المحبة والولاء .. وقوّت أركان الهدى .. فكانت في قلوب المسلمين شهد وعطاء وحزن وبكاء .. المصيبة التي حزنت لها أقطار السماوات والأراضين .. والتي أصبحت طريقا نهتدي بهم (ع) إلى الحق ..
ومن قدر الله علينا أيضا أننا ما كنا من المستشهدين .. روحي وأرواح المؤمنين لهم الفداء .. فقد أبعدتنا الأجيال وذقنا بعدهم صروف الأذى والهوان .. لم تستطع إغواءات الشيطان ولا إغراءات أعداء الله ورسوله (ص) أن تفك منا حزام الوفاء .. فقد كانت جروحنا عميقة بقتل أبي عبد الله الحسين وآل بيته (سلام الله عليهم) ..
ومن العجب أيضا في تلك الواقعة أن المسلمين لم يكونوا بعيدي عهد عن رسول الله (ص) .. بل أن غُسله لم يجف بعد ( صلوات الله عليه وآله) .. فقد خالفوه (ص) وأنكروا ما أوصاهم بأسرته وآل بيته (ع) وبسبطيه الحسن والحسين (ع) .. ما إن فارقنا (ص) حتى ظهرت معالم أحقادهم واغتصاب ما ليس لهم ولم يرعوا لحرم رسول الله (ص) احتراما ولا خوفا من الله تعالى ..
فكما قالت زينب (ع) : ( يا امة السوء لا سقيا لربعكم يا أمة لم تراعي جدنا فينا ) ..
فكان هذا أول الظلم يقع بعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) على ابنيه (ع) لم تعمل النصارى ولا اليهود بما فعلوا بهذه العطرة الطاهرة من قتل وسبي وإهانة لرسول الله (ص) .. ومما يُضحك في هذا المجال (ولو أنه لا مجال للضحك ) هو أنهم يقتلوه (ع) .. ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن جده رسول الله (ص) ..
فهكذا نحن الآن أسقطنا القيم وهزئنا بتعاليم الإسلام .. ضاعت منا الغيرة وهزل الإيمان ولعب بنا الشيطان .. ومع الأسف بأرخص الأثمان ..
لم نأخذ عن الحسين عليه السلام واقعنا .. وتمر علينا ذكراه في كل محرم مرور الكرام .. لم نعمل بعضاتها ولم نأخذ ونتعلم من استشهاده معنى مغزى الاستشهاد ..
لقد قدم لنا الإمام الحسين في واقعة كربلاء المعاني السامية للحق والحرية على النهج النبوي الشريف .. وينتهي المحرم ..
هل انتهت آلامنا .. ؟
هل انتهت حسراتنا ..؟
هل جفت الدموع في مآقينا ..؟
إن هذا الأثر هو الدستور الإيماني والأخلاقي للثورة المقدسة التي نهض واستشهد من أجلها ابو الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) .
إخواني واساتذتي واخواتي في هذا المنتدى الموقر :
إن لنهر الفرات طعما خاصا وما قاساه هذا النهر في عدم استطاعته وصوله إلى الشهيد العطشان .. بقي على مر التاريخ وبقينا نعتب .. وأنا من الذين يعتبون على هذا النهر ..
وبين ضفتيه بن فاطمة الزهراء (ع) ..
وبين ضفتيه نور الهدى وعلم التقوى (ع) ..
وبين ضفتيه الصريع المخذول ممن كاتبه ودعاه وباعه لمن لا يرعى حرمة لرسول الله (ص) ولا لأسرته الطاهرة (ع) ..
أما وأني كتبت في حبه (ع) وعاتبت الفرات .. فإن ذلك من مخزون ما أدمى قلبي وجرح خاطري ... كان مني كلاما ركيكا وشعرا ضعيفا ولكنه ممزوج بدماء الحسين (ع) وشهداء كربلاء .. الذين تعلق قلبي بحبهم .. فكانت تلك القصيدة المتواضعة ( أما خجلت من الحسين ؟ ) التي تشرفت بمواساة كل محب في حب آل البيت (ع) ..
وهنا اشكر كل الشكر الممزوج بالامتنان لكم ولتقديركم ولمشاعركم الطيبة الرقيقة التي عبرت عن الولاء والوفاء لشهيد كربلاء عليه السلام ..
وأما الوسام الذي شرفتموني به فهو عزيز علي .. ولا فضل لي فيه سوى أنني أحب الحسين (ع) وأم الحسين وأخ الحسين وأبو الحسنين عليهم السلام جميعا لا جعله الله آخر العهد ..
كما أتقدم بالشكر والعرفان لإدارة المنتدى والقائمين عليها فردا فردا .. وشكر خاصا للأخت الفاضلة السيد أم فيصل يحفظها الله على اهتمامها وتشجيعها فجزاها الله خيرا ..
ووفقكم الله جميعا لما فيه خدمة الكلمة وحفظ الروح الأدبية في زمن قلما أن نجد أمثالكم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية