لقد قررت جامعة الدول العربية أخيرا عقد قمتها التي طال أنتظارها لعدة أشهر في الحادي عشر من شهر آيار القادم على أن يتم عقدها في بغداد كما تم التخطيط لذلك مسبقا. وكانت نية الدول العربية قد أتجهت في بداية العام الحالي علي عقد القمة في 29 من شهر آذار الماضي ولكن القمة تم تأجيلها بسبب الاضطرابات التي أجتاحت أغلب الدول العربية و أطاحت أو هددت بالأطاحة بمعظم تلك الأنظمة.
لقد صرح العربية قيس العزاوي المندوب العراقي لدي جامعة الدول في وقت مبكر من هذا الأسبوع أن وزراء الخارجية العرب قد أتفقوا على مقترح عراقي بعقد القمة بحلول 11 آيار القادم ببغداد. وقال العزاوي أن وزير الخارجية العراقي هوشار زباري والذي ترأس الوفد العراقي في المؤتمر الطارئ لوزراء الخارجية العرب قام بعرض أقتراح عقد القمة في أيار والذي تم الموافقة عليه من قبل أعضاء الجامعة العربية. سوف تكون ليبيا البلد الوحيد الذي سيغيب عن الأجتماع بسبب معارضة معظم الدول العربية لأي حضور ليبي بعد الجرائم التي أرتكبها نظام معمر القذافي ضد الشعب الليبي.
لقد أنفق العراق الكثير من المال والجهد منذ بداية العام الحالي من أجل الأعداد لأستقبال القمة العربية القادمة والتي سوف تعد أول أجتماع للقمة يتم عقده في العراق منذ أكثر من 20 عام كما ستعد أكبر حدث أقليمي يشهده العراق في الفترة الأخيرة. علينا نحن العراقيين أن نهنئ أنفسنا ونهنئ الحكومة العراقية على الفوز بشرف أستقبال حدث مهم مثل القمة العربية على الأراضي العراقية. فهذا ومما لاشك فيه يعطينا شعور طيب أن بلدنا الحبيب قد بدء على الأقل بأستعادة دورة الطبيعي والمحترم في المنطقة المحيطة بالعراق.
علينا كذلك أن نشجع القادة والشعب العراقي على السواء أن يبذولوا كل ما يمكنهم من جهد من أجل العمل على نجاح القمة القادمة. ولكن في نفس الوقت لابد وأن تكون قمة لدعم وتشجيع الشعوب العربية وليس الأنظمة العربية التي تمادت في أستغلال وظلم شعوبها. نحن نريد أن نتذكر تلك القمة بأعتبارها أول قمة يتم عقدها في العراق الديمقراطي الجديد وكذلك القمة الأولي التي تعقد من أجل دعم الشعوب العربية وليس الحكام الطغاة لأن وطن عربي حر وديمقراطي وخالي من الطغاة ومن الأستغلال هو أفضل صديق وحليف للديمقراطية الجديدة في العراق.