وقفة مع صفات اصحاب الامام الحجة "عج"
الممهدون للإمام الموعود "عج" و الذين يوطئون لسلطان حجة الله على الارض و الدولة الالهية التي ينتظرها الانبياء منذ عهد نبينا آدم "ع" و حتى نبينا محمد " صلى الله عليه و آله " , يا ترى من هم و كيف تكون صفاتهم , و كيف يستطيع ان يحصل الانسان على تلك المنزلة العالية و يرتقي في مدارج الكمال ليصل الى تلك المنزلة العظيمة التي تجعل منه الممهد للإمام "عج" , فالطريق ليس بهذه السهولة التي يتخيلها الانسان , فإنه طريق حافل بالصراع مع النفس و الشياطين التي تحوم حول البشر لتمنعهم من سلوك هذا الطريق الطاهر الشريف ,
و عليه يجب ان نعرف الصفت التي يجب ان يتحلى بها اصحاب الامام "عج" , أما كيفية معرفتها فبالتأكيد يتم أخذها من المنبع الصافي و هم أئمة اهل البيت "ع" , و عليه فإننا نرى مرة يقدمون لنا صفاتهم بعد ظهور الامام القائم "عج" و مرة اخرى في زمن غيبته "عج" و اليكم بعض الصفات و هي كالآتي :
الصفات التي يتحلى بها اصحاب الامام "عج" بعد ظهوره
1 . الرجل منهم أجرأ من الليث و امضى من سنان عند ظهور الامام "عج" .
قال الامام الباقر "ع" :
طوبى لمن شهد مع قائم أهل بيتي أولئك خير الامة مع أبرار العزة إن الله تعالى يلقى في قلوب شيعتنا الرعب ،فاذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث وامضى من سنان
2. الرجل يعطي قوة اربعين رجلا عند ظهور الامام "عج" .
3. وإن قلب رجل أشد من زُبُر الحديد، لو مروا بالجبال الحديد لتدكدكت عند ظهور الامام "عج" .
4 . لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل عند ظهور الامام "عج" .
صفاتهم التي ممكن ان يُعرفوا بهم قبل ظهور الامام "عج" :
وفي كفاية الأثر ص60 لأبي القاسم الخزاز بسنده عن جابر الأنصاري في حديث طويل ذكَر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصياءه بأسمائهم وقال:
- . اما قبل ظهور امامنا "عج" فإن أهم صفة من صفاتهم هي " المتقين "
(ثم يغيب عنهم إمامهم... فاذا عجل الله خروج قائمنا يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما مُلئت ظلماً وجوراً) ثم قال: (طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمتقين على محبته، أولئك وصفهم الله تعالى في كتابه وقال: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ).
- الصفة الثانية التي يتحلون بها في غيبته هي " الصابرين "
- هم الذين آمنوا بالرسول "صلى الله عليه و آله " و لم يروه
هم أشد على دينهم من خرط القتاد في اليلة الظلماء
- ففي كتاب يوم الخلاص ص 182 فقال صلى الله عليه وآله وسلم وعنده بعض أصحابه: (اللهم لقّني أخواني!! فقال له أصحابه: أما نحن اخوانك يا رسول الله؟! فقال: لا، انكم أصحابي، واخواني قوم في آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني. لقد عرّفنيهم اللهُ بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل ان يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، ولأجدهم أشد على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء أو كالقابض على جمر الغضّا!!... أولئك مصابيح الدُجى، ينجيهم الله من كل فتنةٍ غبراء مظلمة).
- هم كالقابض على الجمر الغضا
- مصابيح الدجا , الذين ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة .
- ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة
- ولو ان الدنيا يجمع ما فيها وعليها ذهبة حمراء على عنق أحدهم ثم سقط من عنقه ما شعر بها أي شيء كان على عنقه ولا أي شيء سقط منه لهوانها عليهم
- فهم الخفي عيشهم
- المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض
- الخميصة بطونهم من الصيام
- الذبلة شفاههم من التسبيح
- العمش العيون من البكاء ( على الدين و ليس على الدنيا ) .
- الصفر الوجوه من السهر فذلك سيماهم مثلاً ضربه الله مثلاً في الإنجيل لهم وفي التوراة والفرقان والزبور والصحف الأولى وصفهم فقال: (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِْنْجِيلِ) عنى بذلك صفرة وجوههم من سهر الليل .
- هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر
- المؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
- إن رأوا مؤمنا أكرموه وإن رأوا منافقاً هجروه
- إذا جنّهم الليل اتخذوا أرض الله فراشاً والتراب وساداً واستقبلوا بجباههم الأرض يتضرعون إلى ربهم في فكاك رقابهم من النار
- فإذا أصبحوا اختلطوا بالناس لم يشر إليهم بالأصابع
- تنكبوا الطرق واتخذوا الماء طيباً وطهوراً
- أنفسهم متعوبة وأبدانهم مكدورة والناس منهم في راحة فهم عند الناس شرار الخلق وعند الله خيار الخلق
- إن حدثوا لم يُصدقوا
- وإن خطبوا لم يُزوجوا ( لعدم امتلاكه الجاه الذي يريده الناس آنذاك و يفتخرون به )
- وإن شهدوا لم يُعرفوا
- وإن غابوا لم يفقدوا
- قلوبهم خائفة وجلة من الله عز وجل
- ألسنتهم مسجونة
- وصدورهم وعاء لسر الله إن وجدوا له أهلا نبذوه إليه نبذا وإن لم يجدوا له أهلا ألقوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها وجعلوا على أفواههم أوكية
- صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء
- خزان العلم
- ومعدن الحلم والحكم
- وتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
- أكياس يحسبهم المنافق خرساء وعمياء وبلهاء وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله، إنهم لأكياس فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة صفوة الله
- أسكنتهم الخشية لله أوعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسره فواشوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم، يا كرباه لفقدهم ويا كشف كرباه لمجالستهم
- اطلبوهم فان وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم وفزتم بهم في الدنيا والآخرة هم أعز في الناس من الكبريت الأحمر
هم ورّاث الفردوس خالدين فيها ومثلهم في أهل الجنان مثل الفردوس في الجنان وهم المطلوبون في
- حليتهم طول السكوت بكتمان السر والصلاة والزكاة والحج والصوم والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر فذلك حليتهم ومحبتهم يا طوبى لهم وحسن مآب
النار المحبورون في الجنان فذلك قول أهل النار مالنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار فهم أشرار
الخلق عندهم فيرفع الله منازلهم حتى يرونهم فيكون ذلك حسرة لهم في النار فيقولون يا ليتنا نرد فنكون
مثلهم فلقد كانوا هم الأخيار وكنا نحن الأشرار فذلك حسرة لأهل النار.
هذه هي صفات اصحاب الامام الحجة "عج" و الممهدين لظهوره الشريف , فكل انسان يستطيع ان يجعل من هذه الصفات الميزان الني يزن بها نفسه حتى يعلم هل هو ممهد للإمام "عج" و من اصحابه ام لا ؟؟؟!!...