لِماذا سُمِّيَ بِيَوْمِ التَروِّيَة؟ وَهُوَ اليَومُ الثامِن مِن شَْهرِ
ذِي الحِجَّة, وسُمِّيَ بهـذا الإسْم لأنَ الناسَ كانـُوا فِـي
عَهْـدِ إبراهِيمَ والنَبيّ مُحمَد صَلى اللـَّهُ عَليهِما وَآلِهِما
يَرْتَوُون فِيهِ مِن بِئْـرِ ماء زَمْزَم مُحرَمِينَ خارجِينَ بـهِ
إلى مِنـى ثـُمَ الصِعُودُ إلـى عَرفاتِ,, وَكانَ ذلِكَ اليَـوْم
مَعدُوداً لَهُم بالمَناسِكِ, فَيُسْتَحَبُ بالمَكانَينِ الإكْثارُ مِنَ
الدُعاءِ والتَلْبيَـة,, كَمَّا يُسْتحَـبُ أداءَ صَـلاةِ الظُهْرَينِ
وَالعشاءَينِ وَفجْرِ يَوْمِ عَرفاتِ وَالمُبِيتُ فِي مِنى, وَأن
لا يَخْـرُجَ الحـجاجُ مِـنها إلاَّ بَعـدَ بـِزُوغِ شَـمْْس اليَـوْم
التاسِع مِنْ ذِي الحِجَّة, فَعُرفَ ذلِكَ اليَوْم بِيَوْمِ التَرْوِّيَة
باليَومِ الثامِنِ الذِي قُتِلَ فِيهِ مُسْلِم ابنُ عَقيل كَمَّا خَرَجَ
الحُسَـين فِيـهِ قَهْـراً, فَآبى قِـتالَ الأعـداءِ لِحُرمَـةِ هـذا
المَكان مُتَوَجِهاً بِأصْحابِهِ وَعِيالِهِ إلى الكُوفَةِ لِمُسْلِم,,
فَلَمّا جَّـنَ اللَّيـل نَـزَلَ فِي مَكانِ الثَعلَبِيَة, فَعَلِـمَ الحُسَين
مِنْ السَيارَةِ المارَّةِ بِمَقْتَلِ مُسْلِمِ وَهانِي ابن عرْوَّةَ بَعدَ
مُحاصَرَةِ الحُر لَهُ بآلْفِ فارسٍ فَاتَفَقَ الحُسَين مَعَهُ أنْ
يَنزِلَ كَربلاء بَعِيداً عَنْ ابنِ زياد,, وَمنْ هـذا قالَ عَليهِ
السَلام, كَأنِي بأوْصالِي هذِي تُقَطِعُها عُسلانِ الفَلَواتِ
ما بَيْنَ النَواوِّيسِ وكَربلاءِ فَيُمْلآن مِنِّي أكْراشاً جَـوْفاً
وأجْربَةً سُغباً؟؟ (بأبِّي أنتَ وَأمِّي يا أبا عَبد الله)