بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم احبائي الفراتيين
أمراض الكبار تصيب ايضا الاطفال
هنالك أمراض و اضطرابات صحية تصيب الأطفال قد لا يفطن إليها الوالدان , بل الأطباء أحياناً , و ذلك بسبب اعتقاد خاطئ بانها من شأن الكبار فقط .
إذا ما أصيب طفلك بأي من الأعراض المزمنة المحيرة التالية , يكون من واجبك بحث الأمر مع الطبيب و الاستفهام منه عما إذا كان الطفل مصاباً بأحد أمراض " الكبار " .
1. إذا أصيب الطفل بألم في معدته , فوق السرة و تحت الأضلاع , فادرس احتمال إصابته بقرحة هضمية .
يوجد جرثوم يسمى الجرثوم " البوابي " ( H.Pylori ) , هو المسبب لأكثر حالات القروح الهضمية – وليس الضغط العاطفي والقلق . و قد تبين للبحاثة ان الاشخاص الذين يصابون بهذه القروح , يوجد عندهم استعداد لالتقاط هذا الجرثوم في بواكير طفولتهم ( أي قبل بلوغهم سن الخامسة ) . و يحدث ذلك بشكل أساسي أثناء مرور الطفل بمرحلة بدء تعلمه المشي , أي عندما تكون النظافة الصحية لجسم الطفل الدارج , في وضع غير جيد .
تبدأ عدوى الطفل بالجرثوم " البولي " بأعراض بسيطة كألم بالبطن و غثيان و إقياء و هذه الأعراض سريعة الزوال , ولكن حوالي 10% من الصغار و الراشدين المصابين بهذه العدوى البدائية , يظلون ماضين في تطوير القرحة الهضمية : أي ثقب في بطانة المعدة أو المعي الدقيق , يتطور حتى يصل إلى داخل طبقة العضلات تحتها . و مع ان اكتمال تطور القرحة يمكن ان يتطلب سنوات , إلا أنه قد يكتمل في سن الطفولة أيضاً .
لذا إذا كان طفلك مصاباً بقرحة فان شكواه الرئيسية تكون عبارة عن ألم بطني في نقطة محددة من البطن . و يكون سبب هذا الألم هو تسرب قطرات من أحماض المعدة إلى القرحة . ويمكن أن يكون الألم من اشده بحيث أنه يوقظ الطفل من نومه في منتصف الليل . وليس الحديث هنا عن الطفل الذي لا يستطيع النوم أصلاً بسبب ألم بطنه , و إنما عن الطفل الذي يستيقظ من نومه بسبب آلام بطنه . يكون ألم الطفل قصير المدة و سيخف مع مرور الساعات . كما ان الطفل المقروح قد يتقيأ كثيراً و قد يقذف مع قيئه آثار قليلة من الدم , ويصاب بفقر دم و يبدو شاحب اللون . وبعض الصغار المقروحين قد يصابون أيضاً بضعف في شهيتهم .
أما آلام القرحة عند الكبار , فهي من النوع الاكّال , وهي عادة لا تصيب الكبير في منتصف الليل و توقظه من نومه .
لذا فان طبيب الأطفال الذي يسعى إلى تشخيص مثل هذه الأعراض عند الطفل , قد يأمر باجراء اختبار دموي كي يلاحظ وجود الجسيمات الأضداد التي يولدها الجسم لمكافحة الاصابة . وقد يلجأ الطبيب أيضاً إلى اختبار آخر هو اختبار نفس اليوريا , وبموجبه يشرب الطفل محلولاً خاصاً يسهّل ملاحظة الكربون المنطلق من الجرثوم مع أنفاس الطفل .
إن معالجة الطفل من القرحة الناجمة عن الجرثوم البوابي ه تتطلب إعطاءه عقاقير تبتلع ابتلاعاً : و هي في العادة عبارة عن أنظومة تدوم أسبوعين , من زوج من مضادات الحيوية مثل أموكسي سيلين و كلاريثرومايسين , مع خافض للاحماض يؤخذ مرتين يومياً . وفي حوالي 90% من الحالات تكون المعالجة ناجحة .
2. إذا كان طفلك يعاني ألماً عضلياً و مفصلياً وانحطاطاً شديداً ومشاكل في ذاكرته و قوة تركيزه , فادرس احتمال إصابته بمتلازمة الانهاك المزمن – ( CFS
بالنظر إلى أن متلازمة أعراض الانهاك المزمن , يمكن أن تكون خفية و متغيرة , فإن من الصعب على الصغير أحياناً أن يحدد شعوره أو يصفه . وزيادة في تعقيد هذا المرض , فإنه يمكن أن يتطور عقب إصابة الصغير بجملة من مسببات العدوى , وقد يُخطأ في تشخيصه على أنه جرثوم عنيد . والأطفال المصابون بمتلازمة أعراض الإنهاك المزمن , كثيراً ما يساء تشخيص حالتهم بأنها إما أن تكون حمّى القراد ( مرض لايم ) أو الاكتئاب .
هذه المتلازمة المرضية يمكن أن تضرب ضحاياها فجأة و لكنها عادة تصيب الأطفال بصورة تدريجية . فقد يشكو الصغير من أنه متعب و غير قادر على متابعة أنشطته اليومية التي كان يمارسها بسهولة . و قد يصاب الصغير أو الصغيرة بآلام عضلية غامضة , وآلام مفصلية وآلام لمفاوية , أو يجدان صعوبة في تذكر الأشياء أو التركيز عليها .
ويشعر الصغير المصاب وكأن كل شيء في جسمه يؤلمه وقد لا تكتمل مجموعة الأعراض لديه قبل انقضاء عام كامل .
إن صعوبة تشخيص متلازمة الانحطاط المزمن (CFS) هي من الأمور الشائعة بالنظر إلى ان أعراضها دائمة التبدل زمنياً ومن حيث شدتها . ففي أحد الشهور قد يشكو الطفل صداعاً , وفي الشهر التالي قد يشكو ألماً مفصلياً . وجميع الأعراض تدوم فهي لا تختفي تماماً أبداً . ولكن العرض الأشد منها , يمكن أن يتذبذب بين شدة وضعف .
كما أن الأطفال الصغار لا يستطيعون التعبير عن درجة انحطاطهم لأنهم لا يستطيعون المقارنة بين حالهم الآن أثناء المرض , وحالهم في الماضي .
بالنسبة للمعالجة , فانه لا توجد اختيارات تشخيصية لتحديد مرض الانحطاط المزمن و لهذا السبب فإن طبيب الأطفال قد يأمر باجراء اختبارات من أجل استبعاد أمراض مثل الداء السكري , أو اضطرابات الدرقية , و سواها .
إن الأعراض التي يعانيها الطفل يمكن أن تُعزى إلى متلازمة أعراض الانحطاط المزمن , إذا هي استمرت لمدة ستة أشهر أو أكثر و لا يمكن إرجاعها إلى أي مرض آخر .
ومن الوسائل الرئيسية لتشخيص هذه الحالة , هي مقارنة النسبة بين نشاط الطفل و خموله . فالطفل السليم تبلغ نسبة نشاطه اليومي حوالي 12 ساعة , ومثلها عدم نشاطه ( بسبب النوم أو القراءة أو الاستراحة ) . أما الطفل المصاب بمتلازمة الانحطاط المزمن , فانه من النادر أن يكون نشيطاً أكثر من ست إلى ثماني ساعات يومياً . ونوع الانحطاط عند الطفل المريض بهذه الحالة , يختلف عن التعب الطبيعي الذي يشعر به كل إنسان يؤدي عملاً مرهقاً . فالانحطاط يكاد يقعد الطفل المصاب , ويجعله يحس بثقل وضعف حتى في الأيام المريحة
إن تعاملك مع طفلك المصاب بمتلازمة الانحطاط المزمن ينبغي ان يشمل دعمك إياه عاطفياً . ما هي النظرة إلى الأطفال المصابين بالانحطاط المزمن ؟
إنه لا يمكن استبعاد إصابتهم بعجز مزمن . و لكن بالنسبة لمعظم الأطفال المصابين , فانهم سيشفون تماماً خلال ثلاثة إلى أربعة أعوام ثم يحيون حياة طبيعية .
3. إذا كان طفلك مصاباً بصداع و غثيان وانحطاط و شحوب فظن إمكانية إصابته بصداع شقيقة .
إن النوبات المبكرة من صداع الشقيقة . يمكن الخطأ في فهمها بأنها انفلونزا , و ذلك بالنظر إلى تشابه أعراضهما . فالطفل المصاب بصداع شقيقة يكون شاحباً متعثر الخطى , فهو يشكو صداعاً ثم يمضي إلى غرفته ليستريح و يطفئ الأنوار , ويقيء في سلة للمهملات , ثم ينام
إن صداع الشقيقة يمكن أن يضرب أطفالاً صغاراً في السنة الثانية من العمر , وأن يبدي هذه الأعراض :
· تكرر نوبات الصداع مع غثيان و / أو إقياء . تفصل بين النوبات مراحل خالية من الأعراض تحسس بالضوء و / أو الضجيج .
· فترات من التشكي أو البكاء , وبخاصة عند الأطفال الصغار جداً الذين لا يحسنون وصف شكواهم .
عند الأطفال , يضرب الصداع جانبي الرأس معاً في آخر النهار . ويحدث ذلك مرة إلى ثلاث مرات في الشهر . و يكون قصير المدة و يسهل تخفيفه عن طريق النوم أو المعالجة بالعقاقير
أما عند الكبار فان صداع الشقيقة عادة يصيب أحد شقي الرأس , و يحدث في الصباح و يكون أعظم شدة و أكثر حدوثاً , و أصعب معالجةً .
يبدأ طبيب الأطفال المعالجة بأخذ سجل طبي لأفراد الأسرة ( وهذا قد يختم التشخيص لان 70% من جميع حالات صداع الشقيقة هي وراثية المنشأ ) . كما يجري الطبيب فحصاً عاماً لاستبعاد أي مشكلة عصبية أو أي مرض خفي . وإجراء مزيد من الاختبارات مثل التصوير بالمرنان المغناطيسي MRI , هو عادة غير ضروري . إن المعالجة الصحيحة منوطة بعمر الطفل و كذلك تعتمد على عدد مرات الاصابة بالصداع و مقدار شدة النوبات . وبالنسبة لأكثر الأطفال , فان كل ما ينبغي اتخاذه هو تخفيف حدة الأعراض . وقد يصف الطبيب للطفل مسكناً للألم و مخففاً للغثيان , كما قد يصف مضاداً للهيستامين لجلب النوم.
و تدبّر أمر صداع الشقيقة قد يشمل أيضاً مساعدة الطفل على الاسترخاء عن طريق التلقين الراجع , أو مجرد جعله يضطجع على سريره في الظلام , وفي غرفة هادئة مع وضع كمادات باردة على جبينه . والامتناع عن المسببات المعروفة لصداع الشقيقة يمكن أيضاً أن يفيد الطفل , ولو ان المسببات الطعامية لا تسري على الأطفال الصغار مثل سريانها على الكبار
إن حوالي 30% من جميع الأطفال المصابين بصداع الشقيقة , يتخلصون منه بمرور الأيام , و30% تحدث لهم هدآت , يزول فيها الصداع فترة ثم يعاود الظهور فيما بعد و 40% يستمرون في الاصابة به .
4. جراثيم طفولية يمكن أن تمرض الكبار .
الحُماق : ( Chicken Pox ) . إذا لم تكن في حياتك قد أصبت بهذا المرض المسبب للحكة , والمظهر لطفح و شرى , يكسو الوجه و فروة الرأس و الجذع , فانك يمكن أن تقع في كبرك فريسة لهذا المرض , وإصابة الكبير بهذا المرض أشد إزعاجاً من إصابة الطفل به , هذا فضلاً عن احتمال إصابة الكبير باختلاطات خطيرة تستدعي نقله إلى المستشفى مثل ذات الرئة .
السعال الديكي ( الشاهوق ) : الطفل المصاب بهذا المرض يتطور لديه نوع من السعال المستطيل الذي يشبه صوت صياح الديك . أما الكبير فقد يصاب بسعال ديكي بدون أن يعرف أنه مصاب به . والعلامة الوحيدة عند الكبير المصاب بالسعال الديكي , هي إصابته بسعال مزمن . والخطر الفعلي لإصابة الكبار بهذا المرض , هو الاحتكاك بطفل غير ملقح بلقاح مضاد لهذا المرض .
منقول
واتمنى لكم الفائدة من الموضوع
وتحياتي لكم